تعرف على عمليات الطعن التي نفذها أبطال «الجهاد» منذ التأسيس؟

0

هو عنفوان المقاومة وطريق الحق الذي سارت عليه منذ تأسيسها أواخر سبعينيات القرن الماضي، انطلقت حركة الجهاد الإسلامي من آيات القرآن الكريم، واتخذت العقيدة والإسلام منهجاً وفكراً وأساساً تهتدي به، وسخَّرت كافة السُّبُل والوسائل لتحقيق الهدف من تأسيسها وهو دحر العدو الصهيوني عن أرضنا، وتحرير المقدسات والإنسان من دنس أعداء البشر والحجر والشجر؛ لتُعيد للأمــة بريقها ووهجها، وللأقصى قدسيته، وللأسرى حريتهم، وللإنسان كرامته.

لم تتوانَ حركةُ الجهاد لحظةً في ابتكار الطرق والوسائل القتالية في سبيل الإثخان بجيش العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ولعلَّ أبرز هذه الوسائل التي أثبتت نجاعتها -منذ انطلاقة الحركة- هي عمليات الطعن البطولية، التي فجَّرها أبطال الجهاد وفدائيوها، وسببت إرباكاً وتخبطاً وقلقاً للمنظومة العسكرية الصهيونية، حتى أن جيش الاحتلال اعترف بعجزه عن إيقافها.

كانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وجناحها العسكري، أولى الفصائل التي نفذت عمليات الطعن ضد جنود الاحتلال والمستوطنين؛ ثأراً لدماء الشهداء، ورداً على انتهاك المقدسات، وتحقيقاً للجهاد على هذه الأرض المباركة.

وبلغ عدد عمليات الطعن التي نفذها أبطال حركة الجهاد الإسلامي -منذ الانطلاقة الجهادية المباركة- نحو ٣٤ عملية؛ أدت في مجملها إلى مقتل ٣٠ مستوطنًا؛ وإصابة المئات بجروح تراوحت ما بين الخطرة والمتوسطة.

ويعتبرُ المحرر خالد الجعيدي، وهو أحد مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مفجرَ ثورة السكاكين في الأراضي المحتلة في ثمانينات القرن المنصرم، حيث نفذ في العام ١٩٨٦، أربع عمليات طعن، كانت الأولى في شهر مايو؛ وأدت إلى مقتل مستوطنٍ في سوق “فراس” وسط مدينة غزة، والثانية أواخر شهر سبتمبر، أدت إلى مقتل المستوطن “حاييم عزران”، أما الثالثة فكانت مطلع شهر أكتوبر، وقتل فيها المستوطن “يسرائيل كيترو”، في حين أُصيب مستوطن بجروح في عمليته الرابعة التي نفذها في شهر نوفمبر من العام المذكور.

كانت هذه العمليات فاتحةً للمزيد من العمليات الفدائية، ففي أواخر العام 1987، قُتِل العميد الصهيوني «شلومو سكيل» في عملية طعن نفذها مجاهد من حركة الجهاد الإسلامي، بمنطقة الساحة وسط مدينة غزة.

وفي الربع الأخير من العام ١٩٨٨، نفذ أبطال الجهاد الإسلامي 3 عمليات طعن، اثنتان منهن داخل سجون الاحتلال، وأسفرتا عن إصابة ٦ سجانين صهاينة.

وفي شهر مايو من العام نفسه، أُصيب 4 سجانين صهاينة في عملية طعن بطولية نفذها الأسير المحرر ياسر الخواجا داخل سجن غزة المركزي، وفي شهر أكتوبر استشهد المجاهد أسامة أبو ضاحي خلال تنفيذه عملية طعن بطولية قرب معبر رفح؛ أدت إلى إصابة حارس أمن صهيوني.

وفي أواخر العام، أُصيب جنديان صهيونيان في عملية طعن نفذها الشهيد المجاهد عبد الله أبو محروق في سجن (أنصار2) بمدينة غزة.

وخلال العام ١٩٨٩، هاجم الشهيد المجاهد طلال الأعرج قوة لجيش العدو الصهيوني بحي الدرج في مدينة غزة، وطعن خلالها ٣ جنود، وعقب هذه العملية بأسابيع نفَّذ القائدُ الأسيرُ نضال زلوم عملية طعن في مدينة القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، وإصابة ٣ آخرين.

وتصاعدت وتيرة عمليات الطعن بشكل لافت ما بين العام ١٩٩٠ والعام ٢٠٠٠، حيث نفذ مجاهدو الجهاد الإسلامي خلال هذه الفترة أكثر من ٢٠ عملية طعن نوعية، أسفرت عن مقتل العشرات من الصهاينة، وجاءت هذه العمليات على النحو التالي:

21-5-1990م: مقتل مستوطن صهيوني بعدما طعنه مجاهدو الجهاد الإسلامي بالقدس المحتلة.

23-10-1990م: إصابة صهيونيين اثنين بجراح خطرة في عملية بطولية بمدينة عسقلان المحتلة، نفذها الأسير المحرر رأفت حمدونة.

10-3 – 1991م: مقتل 4 صهاينة في عملية طعن بطولية بالقدس المحتلة، نفذها الأسير المحرر محمد أبو جلالة.

12-4-1991م: إصابة جنديين صهيونيين في عملية طعن قرب الإدارة المدنية برفح، نفذها الشهيد المجاهد رياض عدوان، الذي ارتقى جراء سياسة الإهمال الطبي في سجون العدو.

17-5-1991م: إصابة ثلاثة صهاينة بعملية طعن بطولية في مدينة القدس، نفذها الأسير المحرر ياسر داوود.

وبتاريخ 14-2-1992، اقتحم مجاهدو حركة الجهاد الإسلامي معسكرَ «جلعاد» التابع لجيش العدو في الداخل المحتل بالسلاح الأبيض، وتمكنوا من قتل 3 جنود صهاينة، وإصابة آخرين، واغتنموا أسلحتهم وعادوا إلى قواعدهم سالمين، وفي وقتٍ لاحقٍ تم اعتقالهم، وهم: الشقيقان إبراهيم ومحمد اغبارية، ومحمد جبارين، ويحيى اغبارية، وما زالوا خلف القضبان -حتى اللحظة-.

وفي العاشر من مارس من العام نفسه، أُصيب 4 جنود صهاينة في عملية طعن نفذها الشهيد المجاهد علاء المغربي عند حاجز عسكري صهيوني قرب مفترق العيون بحي النصر بغزة.

وفي العاشر من مارس من العام نفسه، أُصيب 4 جنود صهاينة في عملية طعن نفذها الشهيد المجاهد علاء المغربي عند حاجز عسكري صهيوني قرب مفترق العيون بحي النصر بغزة.

وشهد العام 1992، عمليتي طعن بطولية أخريين، الأولى نفذها الأسير المحرر عدنان الأفندي في مدينة القدس المحتلة، وأدت إلى إصابة صهيونيين اثنين، أما الأخرى فكانت على يد الشهيد المجاهد رائد الريفي، في مدينة يافا المحتلة، ونجم عنها مقتل اثنين وإصابة (18) آخرين.

وكان العام 1993 هو ذروة تصاعد عمليات الطعن البطولية، حيث نفذ أبطال الجهاد الإسلامي خلاله أكثر من 7 عمليات، نجم عنها مقتل أكثر من 8 صهاينة، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وكانت هذه العمليات على النحو التالي:

15-1-1993م: مقتل صهيوني اثنين، وإصابة 3 آخرين في عملية طعن بمدينة تل أبيب المحتلة، نفذها الشهيد المجاهد فخري الدحدوح.

1-3-1993م: مقتل صهيونيين اثنين، وإصابة 9 آخرين في عملية طعن بطولية بمدينة تل أبيب المحتلة، نفذها الأسير المحرر زياد سلمي.

22-3-1993م: مقتل صهيونيين اثنين، وإصابة آخرين في عملية طعن نفذها مجاهد من حركة الجهاد الإسلامي بمنطقة جبل المكبر بالقدس المحتلة.

12-9-1993م: مقتل صهيوني، وإصابة اثنين آخَرَيْن في عملية طعن بطولية داخل باص صهيوني في مدينة أسدود المحتلة، نفذها الاستشهادي المجاهد علاء الدين الكحلوت من مجاهدي القوى الإسلامية المجاهدة (قسم).

12-10-1993م: مقتل المستوطن الصهيوني «غكستلر سفيه» جراء طعنه على أيدي مجاهدي الجهاد الإسلامي، قرب مغتصبة غوش قطيف، وتم الاستيلاء على سلاحه ومسدسه، وعادت المجموعة إلى قواعدها بسلام.

31-10-1993م: إصابة مستوطن صهيوني في عملية طعن قرب معبر بيت حانون شمال غزة نفذها الشهيد المجاهد تامر زيارة.

17-11-1993م: تمكن الأسير المحرر المجاهد «إياد العرعير» من طعن جنديين اثنين من جيش الاحتلال الصهيوني في موقع ناحل عوز شرق الشجاعية؛ ما أدى إلى مقتل أحدهما، وإصابة الآخر، قبل أن يُصاب المجاهد العرعير، وتعتقله قوات الاحتلال، ويتحرر في صفقة وفاء الأحرار.

كما شهد العام 1994 تنفيذ عدة عمليات، أبرزها العملية التي أسفرت عن مقتل جندي صهيوني والاستيلاء على سلاحه بعملية طعن في التلة الفرنسية بالقدس، نفذها الشهيد المجاهد عماد كلاب.

كما تمكن الشهيد أيمن الرزاينة برفقة أحد المجاهدين، في العام ذاته، من خطف الشرطي الصهيوني «إيلان سُودريك» من مستوطنة سديروت، وقام الشهيد أيمن بقتله ودفنه والاستيلاء على سلاحه وأوراقه الشخصية.

وبعد أسابيع قليلة، أًصيب جندي صهيوني في عملية طعن نفذها الشهيد المجاهد امتياز مرتجى؛ انتقاماً لمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

أما في العام 1997، فقد تمكن الأسير المحرر إياد أبو هاشم من إصابة جندي صهيوني بعملية طعن بطولية نفذها داخل معبر رفح.

وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، تنوعت عمليات الطعن البطولية التي حملت توقيع أبطال سرايا القدس، ففي أواخر العام استشهد المجاهد محمد نجيب عبيدو بعد تنفيذه عملية طعن بمنطقة وادي المغير جنوب الخليل.

وفي مارس من العام 2002، قُتِلَ صهيونيين اثنين وأُصيب (4) آخرون في عملية طعن بطولية بمغتصبة نتساريم نفذها الشهيد المجاهد أحمد اخزيق.

ثم توالت مرحلة الإعداد والتجهيز، وعادت شعلة المواجهة إلى الضفة المحتلة على يد مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي، وازداد وهجها وبريقها ونورها، ففي العاشر من نوفمبر من العام 2014م، نفذ المجاهد ماهر الهشلمون عملية دهس وطعن في مفترق عتصيون جنوب بيت لحم، ما أدى إلى مقتل مستوطنة صهيونية، وإصابة اثنين آخرين، قبل أن يُصيبه العدو ويعتقله، ويحكم عليه بالسجن مؤبدين وغرامة مالية عالية.

ولعلَّ عملية الثالث من أكتوبر من عام 2015م، التي نفذها الشهيد المجاهد مهند الحلبي، وأسفرت عن مقتل صهيونيين اثنين وإصابة عدد آخرين؛ انتقامًا لدماء صديقه الشهيد ضياء التلاحمة، كانت من أبرز العمليات الفدائية التي أذنت ببدء مرحلة جديدة من مشاغلة العدو الصهيوني واستنزافه، وكانت شرارة البدء لانتفاضة القدس المباركة التي تغلغل فيها الرعب في قلب كيان الاحتلال، وظهر جلياً فشل منظومته العسكرية والأمنية، في السيطرة على العمليات البطولية أو منعها.

وفي تاريخ 23-11-2015م، نفذ الشهيد المجاهد أحمد جمال طه عملية طعن غرب رام الله أسفرت عن مقتل مستوطن صهيوني، وإصابة آخر بجراح، قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار عليه ويرتقي شهيداً.

وبالإضافة إلى ذلك كله، تشهد مدن الضفة المحتلة تنامياً كبيراً في المقاومة، وازدياد وتيرة العمليات البطولية، التي يُنفذها أبطال كتائب سرايا القدس المظفرة في جنين ونابلس وطوباس وطولكرم والخليل، وكل المدن الفلسطينية.

وتتعدد الوسائل والسُبل التي يقارع بها الشعبُ الفلسطيني، الاحتلالَ والمستوطنين؛ للجم اعتداءاتهم وصد عدوانهم، فعقب كل عدوانٍ أو جريمةٍ يتأهب المقاومون الفلسطينيون للرد بابتكار واستخدام أساليب وأدوات جديدة؛ للتغلب على منظومة العدو الصهيوني الأمنية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.