أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، معينا وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلاً منه، في حين سيتولى جدعون ساعر حقيبة الخارجية خلفاً لكاتس.
وأكد نتنياهو لدى إعلانه قراره، أنّ “الثقة بينه وبين غالانت كُسرت”، متحدثاً عن وجود “فجوات كبيرة بينهما في إدارة الحرب”.
وأشار إلى أنّ هذه الفجوات “ترافقت مع تصريحات وتصرفات تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات الكابينت”، مضيفاً أنّ أزمة الثقة بينه وبين غالانت “أصبحت علنيةً، وهي لا تسمح بإدارة المعركة على نحو سليم. ومن المستحيل الاستمرار على هذا النحو”.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو ينوي كذلك إقالة رئيس أركان الجيش ورئيس الشاباك والمستشارة القضائية للحكوم قبل أن ينفي مكتبه صحة ذلك، في ما ذكرت القناة 12 أن “إقالة غالانت جاءت بعد خلاف بالائتلاف الحاكم على قانون تمويل المعاهد الدينية للحريديم”.
وفي مؤتمر صحافي عقده لاحقاً، كشف أن هناك 3 خلافات دفعت رئيس الوزراء إلى إقالته، تتعلق بقانون التجنيد وإعادة المخطوفين ولجنة تحقيق رسمية.
وأضاف: “أنا أرى أن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يلتحق بالجيش، ولا يجوز تمرير قانون يعفي آلاف المواطنين من التجنيد”، مشددا: “كنت مصراً على العمل على إعادة المختطفين بأسرع ما يمكن وهذا هدف يمكن تحقيقه بقدر من التنازلات وبعضها مؤلم”.
كما قال غالانت: “هناك خلاف يتعلق باستخلاص العبر من خلال تحقيق رسمي منهجي في ما حدث في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023”.
وكان غالانت قبل ساعات قد على أوامر تجنيد جديدة تشمل 7 آلاف من اليهود المتدينين “الحريديم”، مع ازدياد الحاجة لجنود الاحتياط بعد عام من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وشهدت الساحة السياسية الإسرائيلية ردود فعل متباينة على قرار إقالة غالانت.
فقد صرح وزير الجيش السابق، رئيس حزب “المعسكر الرسمي” المعارض، بيني غانتس بالقول: “إقالة غالانت هي سياسة على حساب أمن الدولة”.
بدورها، أعربت هيئة عائلات الأسرى عن قلقها، واعتبرت أن إقالة غالانت هي استمرار لجهود نتنياهو لإحباط المساعي الهادفة إلى إعادة المخطوفين.
كما علق زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، قائلاً: “إذا كان جائزاً استبدال وزير الدفاع خلال الحرب فمن الممكن أيضاً استبدال رئيس الوزراء”.
من جهته، بارك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير قرار نتنياهو، قائلاً: “أهنئ نتنياهو على قرار إقالة غالانت، فلا يمكن تحقيق النصر الكامل معه”.
وفي السياق، فرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد الإعلان عن قرار الإقالة، في حين نزل مئات المحتجين على القرار إلى الشوارع في “تل أبيب”، بينما أغلق محتجون محور أيالون، حيث اندلعت في محيطه مواجهات بين المحتجين والشرطة.
ولاحقاً، تزايدت أعداد المتظاهرين وقالت القناة 12 إن عشرات الآلاف نزلوا إلى الشوارع، في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه “بالإضافة إلى الاحتجاج في تل أبيب، فإن هناك آلاف المتظاهرين في حيفا، ونحو ألف في القدس وألف آخرين في بئر السبع، ومظاهرات أيضاً في رحوفوت ورعنانا ونهاريا وقيسارية وكرميئيل والعديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد”.
يشار إلى أن يوآف غالانت، شغل منصبه منذ كانون الاول 2022، وعُرف بأنه أحد أبرز القادة العسكريين، وقد علّق بعد الإقالة قائلاً: “أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى رسالتي في الحياة”، معربًا عن التزامه بالعمل على حماية بلاده، حتى خارج الحكومة.