حاول الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة التعمية على نشاط حركة الجهاد الإسلامي العسكري, وكان يختصر أي فعل مقاوم بكلمة «حماس» أي انه كان يهدد فصائل المقاومة من خلال تهديده لحماس, ويحذر من أي فعل مقاوم وينسبه لحماس ولخص ذلك بالقول ان حماس تتحمل مسؤولية أي فعل يحدث داخل قطاع غزة, ومحاولة التعمية على الفعل المقاوم لحركة الجهاد الإسلامي ليست عشوائية, انما تهدف للتقليل من الفعل المقاوم للجهاد الإسلامي, وتحميل حماس نتيجة أي فعل مقاوم لاي من الفصائل الفلسطينية على اعتبار انها تدير القطاع, ولأن حركة الجهاد الإسلامي حركة مقاومة لا تؤمن بالتسوية ولا التعايش مع الاحتلال, وتقاتل من اجل فلسطين التاريخية من نهرها لبحرها, ولا تسعى لسلطة او مناصب فليس للاحتلال طريق يمكن ان يسلكه للتفاوض مع الجهاد الإسلامي, لذلك رأى ان يتجاهله, لكن فعل الجهاد الإسلامي المقاوم على الأرض اكبر بكثير من ان يتجاهله الاحتلال, والحركة التي خاضت معارك منفردة ضد الاحتلال ووصلت صواريخها لتل ابيب ومطار بن غوريون ونتانيا وبئر السبع لا يمكن تجاهلها بسهولة, لذلك رأت إسرائيل ان تسلك مسارين في التعامل مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, المسار الأول توجيه ضربات عسكرية مؤلمة ومؤثرة للحركة وجناحها العسكري سرايا القدس, والمسار الثاني التحريض المباشر على حركة الجهاد الإسلامي واستخدام ادواتها في المنطقة وعلى الساحة الفلسطينية للهجوم على الحركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وكالات الانباء العالمية العميلة للاحتلال, وعبر الصحافة الصفراء والاعلام المجند والمشبوه, واتهامها انها الذراع العسكري لإيران في المنطقة.
اكثر ما ازعج «إسرائيل» من الجهاد الإسلامي نجاحها في تجنيد كتائب المقاومة في الضفة الغربية المحتلة, وقدرتها على نقل المعركة لساحة الضفة, حتى بات الاحتلال يعيش الرعب بكل معانيه ويقتل بعضه بعضا بنيران صديقة, ثم اوجدت حركة الجهاد الإسلامي البيئة الحاضنة للمقاومة في الضفة المحتلة من خلال التحريض ضد الاحتلال فانطلقت الضفة والقدس والأراضي المحتلة علم 1948م بعمليات فردية ومنظمة في قلب الكيان الصهيوني أدت لمقتل ما لا يقل عن ثمانية عشر صهيونيا, وزرعت حالة من الرعب والفزع داخل مدن الكيان الصهيوني, كما نجحت حركت الجهاد الإسلامي في فلسطين بكسر كل الخطوط الحمراء واستباحت بصواريخها تل ابيب ونتانيا وريشون لتسيون ويافا وغيرها, وكان اول صاروخ للجهاد الإسلامي يضرب تل ابيب في اعقاب اغتيال القائد الكبير في كتائب القسام احمد الجعبري, وأصبحت تل ابيب وما بعده وما قبلها وعن يمينها وعن يسارها في مرمى نيران المقاومة, وهو ما كانت تعتبره «إسرائيل» سابقا من المحرمات, واصبح قصف تل ابيب اسهل على المقاومة من شربة الماء, كما ان الجهاد الإسلامي لم يتخل يوما عن واجبه في الدخول في أي معركة يقودها أي فصيل مقاومة, فكانت تقف في الصفوف الامامية وتقاتل بكل شراسة وتقدم خيرة قادتها وكوادها وجنودها في الميدان دون ان تتراجع قيد انملة عن توجهها نحو القتال ضد الاحتلال الصهيوني, فحالة المشاغلة والمراكمة ضد الاحتلال هي ثابت من ثوابت الحركة, عبر عنه الأمين العام للجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة عندما قال «اذهبوا الى القتال كما تذهبون الى الصلاة», فثقافة الحركة قائمة على مشاغلة الاحتلال ومناكفته.
من اجل ذلك استهدفت «إسرائيل» حركة الجهاد الإسلامي, وستبقى تستهدفها ولن تتوقف حالة الاشتباك بين الجهاد الإسلامي والاحتلال الصهيوني, وستبقى «إسرائيل» تلعب على وتر علاقة الجهاد الإسلامي بإيران, وهى تعلم ان عديد الأنظمة العربية تتعامل مع ايران على انها العدو المركزي لها, لذلك هي تغذي النعرة الطائفية, وتستخدم أساليب خبيثة لغزو بعض العقول الفقيرة التي ترى في ايران انها اخطر على الامة من «إسرائيل» كما يزعمون, ويبدو ان «إسرائيل» تسعى لعزلنا كفلسطينيين عن ايران التي تمد المقاومة بالمال والسلاح والدعم اللوجستي باعتراف كل فصائل المقاومة الفلسطينية, من اجل ذلك تبث الدعايات وتسلط سفهاءها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاتهام حماس والجهاد الإسلامي بالتشيع والتبعية لإيران, وقد تنطلي هذه الحيل على البعض لكنها لا تنطلي على كل الشعب الفلسطيني, لأن حركات المقاومة الفلسطينية ليس لديها أي اجندات خارجية, ولا تتلقى اوامرها من أي طرف كان, انما تعتبر ان فلسطين هي القضية المركزية التي يجب ان يلتف حولها الجميع, ايران خاضت حرباً طويلة مع العراق فهل سمع احدكم ان هناك فلسطينياً واحداً قاتل مع ايران, ايران كما يقولون يدها ممتدة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان, هل سمع احدكم يوما ان هناك فلسطينيا واحدا كان يقاتل مع الحرس الثوري الإيراني في أي من هذه المناطق التي يزعمون ان ايران تقاتل فيها, اذن هناك محاولة تضليل لفض حالة التلاحم بين الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي ومقاومته, والكيس الفطن الذي يستطيع ان ينأي بنفسه عن الولوج في هذا المستنقع القذر الذي تريد «إسرائيل» ان تغرقنا فيه, فهل عرفتم لماذا تحارب الجهاد الإسلامي؟!.