قالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، اليوم الخميس، في بيان، إن مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين مع الإفراج عن مزيد من المحتجزين والأسرى وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وصرح ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في بيان، بأن “تمديد الخميس يشمل إطلاق سراح 10 إسرائيليين تحتجزهم حماس و30 سجيناً فلسطينياً، إضافة إلى توفير نفس مستويات المساعدات الإنسانية كما كانت خلال الأيام الستة الماضية”، بحسب “رويترز”.
وأردف البيان أن “مصر ستواصل بذل قصارى جهدها لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة”.
وقالت مصادر مطلعة على ملف الوساطة إن “التقديرات تشير إلى أنه سوف يتم تمديد الهدنة الإنسانية لفترة 3 أيام على الأقل، لكنها لن تكون دفعة واحدة، بمعنى أن قرار تجديد الهدنة سيتم اتخاذه يوماً بعد يوم”، ولفتت المصادر إلى أن “تلك الطريقة تعني أن هناك محتجزين إسرائيليين في قبضة جهات أخرى، غير حركة حماس، التي تسعى إلى الوصول إليهم، على مراحل وبالاتفاق مع الفصائل الأخرى”.
وقالت المصادر إن “المسؤولين في حركة حماس، سبق أن أبلغوا المسؤولين في كل من مصر وقطر، بأنهم على استعداد لتسليم 10 محتجزين إسرائيليين يومياً، وهو ما تم الاتفاق عليه مع مدير المخابرات الأميركية (CIA)، وليام بيرنز الثلاثاء الماضي، خلال الاجتماعات التي عقدت في قطر، مع رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، بهدف التوسط في صفقة رهائن كبيرة بين إسرائيل وحركة حماس”.
وتعليقاً على التصريحات المتكررة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتأكيده المستمر على مواصلة الحرب على غزة، حتى “القضاء على حماس”، على حد وصفه، قال مصدر مصري مطلع على المفاوضات المصرية من أجل تمديد الهدنة، إن هذه التصريحات تستهدف بالأساس الداخل الإسرائيلي، وإنه يدرك تماما أن هذا الهدف يستحيل تحققه بالمستوى الذي يتمناه”.
وبالنسبة لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمنطقة، قال دبلوماسي غربي في القاهرة، تحدث لـ”العربي الجديد” شريطة عدم ذكر اسمه، إن زيارة ماكرون، والتي تشمل دولتي الإمارات وقطر، تأتي في إطار يتجاوز طلب التدخل في التواصل مع حركة حماس، للإفراج عن خمسة ممن يحملون الجنسية الفرنسية، وإخراجهم من قطاع غزة، إلى تشجيع محاولات حثيثة من جانب أطراف أوروبية فاعلة، من أجل تمديد الهدن الإنسانية بصيغتها الحالية، أو بصيغة أخرى جديدة تؤدي في نهاية المطاف إلى إيقاف إطلاق النار، وإنهاء الحرب”.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قد أعلن، فجر اليوم الخميس، عن توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليوم إضافي بالشروط السابقة نفسها، وهي وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية، وذلك في إطار وساطة دولة قطر المشتركة مع مصر والولايات المتحدة الأميركية.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد قالت، اليوم، إن الخلافات المتوقعة حول ظروف التوصل لصفقة تبادل أسرى شاملة بين حركة حماس وإسرائيل تقلص فرص نجاح الجهود الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار بشكل دائم بين الجانبين.
وبحسب تقرير أعده معلقها العسكري عاموس هارئيل، فإن حركة حماس معنية بمواصلة الاحتفاظ بحوالي مائة جندي من جنود جيش الاحتلال الأسرى لديها من منطلق أن هذا يحسن قدرتها على التفاوض على ظروف وقف إطلاق النار بشكل دائم، بحسب هارئيل.
وخلص هارئيل إلى أن هذا الواقع يزيد فرص توجه إسرائيل لاستئناف الحرب على قطاع غزة بشكل كبير، لافتا إلى تهديدات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال “حتى النهاية”.