قال السفير السعودي في بريطانيا الأمير خالد بن بندر، إن السعودية لا ترى مجالاً للتطبيع مع “إسرائيل” دون تسوية القضية الفلسطينية بموجب حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، ووجه رسالة إلى الدول والحركات في الشرق الأوسط مفادها عدم احتياج المنطقة إلى مزيد من الصراعات.
وذكر الأمير خالد بن بندر، في تصريحات لمجلة “بوليتيكو”: “حكومتي على مستوى وزير الخارجية ودبلوماسيتنا، وحتى على مستوى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كانت صريحة جداً في أنه بدون حل الدولتين والتحرك نحو دولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 وعاصمة في القدس، لا نرى أن هناك مجالاً للتطبيع”.
ووجه رسالة بضرورة تجنب المزيد من الصراعات في المنطقة، بقوله: “الرسالة ليست لإيران في حد ذاتها، بل للجميع في المنطقة، من إسرائيل إلى إيران إلى حماس، وإلى حزب الله، وإلى الحكومة اللبنانية، وإلى السلطة الفلسطينية، وجميع الموجودين في المنطقة، لدينا ما يكفي من الصراع بالمنطقة، ولا نحتاج إلى المزيد”.
لقد رأينا في الماضي الولايات المتحدة تقدم وعوداً لم تفي بها، وانتهت الأمور إلى كارثة. وفيما يتصل بهذا الصراع، فإن العواقب المترتبة على عدم الوفاء بما تقوله أعظم كثيراً… فلا يمكن لأي دولة أخرى أن تؤثر على إسرائيل مثل الولايات المتحدة”.
وفي حديثه مع المذيعة آن ماك إلفوي، انتقد خالد سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة وكذلك القتال المتزايد في جنوب لبنان ضد مسلحي حزب الله، مشيرا إلى أن أميركا يجب أن “تضع قدمها” في المطالبة بوقف شامل لإطلاق النار.
“من الخارج، يبدو الأمر وكأن الإسرائيليين لا يستمعون، وهذا ليس ما يفعله الأصدقاء. ولكن في نهاية المطاف، إذا وضعت قدمك على الأرض، فإن هذا يستدعي رد فعل”، كما قال.
وتشير التصريحات الصريحة من حليف عائلي مقرب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مسافة متزايدة بين المملكة وإسرائيل، على الرغم من آمال إدارة بايدن وحكومة نتنياهو في أن اتفاقيات إبراهيم – وهي سلسلة من المعاهدات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ووقعت بين دول في المنطقة قبل أربع سنوات – من شأنها تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وإسرائيل مقابل ضمانات أمنية أكبر ضد إيران.
وأشار خالد، وهو عضو بارز في عائلة آل سعود الحاكمة (وشقيق السفير السعودي في الولايات المتحدة)، إلى أن المزاج في الرياض أصبح متشددا تجاه إسرائيل منذ الحرب في غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي قتل فيه مسلحو حماس نحو 1200 إسرائيلي وأسروا نحو 250 آخرين في غزة، مما أدى إلى أعمال انتقامية متصاعدة.
السلام والأمن
وقال خالد “إذا كانت الاستراتيجية هي السلام والأمن في المنطقة، فأنا لا أرى أنهم سيحققون هذا الهدف. إن إسرائيل اليوم أكثر عرضة للتهديد مما كانت عليه منذ سبعينيات القرن العشرين. وفي كل هدف طويل الأجل قابل للقياس، لا أرى أنهم ينجحون”.