أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ مساعي حلف شمال الأطلسي “الناتو” لزيادة الإنفاق الدفاعي “لا تمثّل تهديداً لروسيا”، وذلك قبل أيام من توقيع التحالف خطة لتعزيز قدراته العسكرية في أنحاء أوروبا.
يأتي ذلك في وقت يستعد “الناتو” لعقد اجتماع حاسم في لاهاي الأسبوع المقبل، لمناقشة رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء، تحت ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
بوتين أضاف في حديثه إلى صحافيين في وقت متأخّر من الليل بمدينة سانت بطرسبرغ، أنّ بلاده “مكتفية ذاتياً من حيث ضمان أمنها”، وتعمل باستمرار على “تحديث قواتها المسلحة وقدراتها الدفاعية”.
وعلى الرغم من إشارته إلى أنّ الخطوة قد تُوجد “تحديات معينة”، اعتبر أنّها “لن تكون ذات جدوى”، مضيفاً: “سنتصدى لكل التهديدات التي قد تظهر، وليس هناك أي شك في ذلك”.
كما قال بوتين إنّ قواته “تتقدّم على طول خط المواجهة” في أوكرانيا، وتحقق “نجاحات ميدانية يومية”، مؤكداً استمرار هذا التقدّم.
لقاء زيلينسكي؟
وفيما تسعى كييف للحصول على ضمانات أمنية من “الناتو” في أي اتفاق مستقبلي لوقف القتال، أبدى بوتين تشكيكه في شرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبراً أنّه “لا يملك الحق في توقيع اتفاق سلام بسبب انتهاء فترة ولايته البالغة 5 سنوات”.
ورغم ذلك، أعرب بوتين عن استعداده للقاء زيلينسكي في “المرحلة الأخيرة” فقط من مفاوضات السلام، قائلاً: “أنا مستعد للقاء الجميع، حتى زيلينسكي (…) لا يهمنا من يفاوض، حتى لو كان الرئيس الحالي للنظام”.
وأضاف أنّ الحل المنشود يجب ألاّ يقتصر على إنهاء النزاع الحالي، بل أن يؤسس لـ”منع تكرار صراعات مماثلة على المدى الطويل”.
شروط موسكو ورفض أوكراني
ورفض الرئيس الروسي دعوات زيلينسكي إلى عقد لقاء مباشر للتوصل إلى اتفاق سلام، كما رفضت موسكو مقترحات لوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار، مشترطة انسحاب القوات الأوكرانية من 4 مناطق أعلنت روسيا ضمّها، وتخلّي كييف عن مساعيها للانضمام إلى “الناتو”، وتقليص حجم جيشها.
في المقابل، ترفض كييف المطالب الروسية. وبينما وصلت المحادثات السياسية إلى طريق مسدود، صعدت روسيا هجماتها الجوية على أوكرانيا.