google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

السيد نصر الله: كل الاحتمالات على جبهتنا اللبنانية مفتوحة

أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنّ “عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة”، مشيراً إلى أنّ أصحابها أخفوها عن الجميع.

وخلال الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، شدّد السيد نصر الله على أنّ “سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجئة”، وهي “أصبحت اليوم ممتدة في أكثر من جبهة وساحة”. 

وأضاف أنّ “معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت أنّ هذه المعركة هي فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه، وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي”. 

ووفقاً للسيد نصر الله، فإنّ “هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً، وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة”. 

وأكّد أنّ “ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أنّ إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة”، وأنّ “أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها”.

 ولفت السيد نصر الله، في السياق، إلى أنّ “عملية طوفان الأقصى كشفت الوهن والضعف في الكيان”، وأنّها بحق “أوهن من بيت العنكبوت”.

وأضاف أنّ “هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات”، مشدداً على أنّها “من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله”. 

وشدّد على أنّ “نتائج معركة طوفان الأقصى يجب أن تُشرح وتُبيّن لمعرفة أنّ التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنّها تضحيات مستحقة”. 

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة، إذ لم يكن هناك خيار آخر لذلك، بل كان هذا الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً، وفي وقته الصحيح، ويستحق كل هذه التضحيات”. 

وتحدّث السيد نصر الله عن خلفية معركة “طوفان الأقصى”، موضحاً في البداية أنّ “أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع حكومة بنيامين نتياهو الحالية المتطرفة والحمقاء والغبية والمتوحشة”. 

وتابع أنّه “معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً”، لكن “الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى ممّا جعل الوضع الإنساني سيء جداً”. 

وأشار أيضاً إلى أنّ “هناك أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكناً لقرابة العشرين عاماً”، بينما “هناك أيضاً مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة”. 

وبحسب السيد نصر الله، فإنّ “سياسة العدو كانت تزداد صلافةً وطغياناً وقهراً، ولذلك كان لا بدّ من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين، وخصوصاً في واشنطن ولندن”.   

وبشأن الدور الأميركي في الحرب الهمجية على قطاع غزة، أوضح السيد نصر الله أنّ “الادارة الأميركية سارعت برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد”، لكنّه “لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة”. 

وأكّد السيد نصر الله أنّ “هذه السرعة الأميركية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشفت وهن هذا الكيان وضعفه”.

وتساءل: “أن يأتي الجنرالات الأميركيون إلى الكيان، وتُفتح المخازن الأميركية للجيش الاسرائيلي، وتطلب إسرائيل من اليوم الأول 10 مليارات دولار، فهل هذا يعني أنها دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟”.

وبحسب السيد نصر الله، فإنّ “ما يحصل في غزة يكشف المسؤولية الأميركية المباشرة عن كل هذا القتل والنفاق الأميركي، كما يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا”. 

وأكّد الأمين العام لحزب الله أنّ “واشنطن هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، فيما إسرائيل هي أداة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار”. 

وأضاف أنّ “الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة، ولذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا”، مشدداً على أنّه “قرار حكيم وشجاع”. 

وبشأن ردّة الفعل الإسرئيلية على معركة “طوفان الأقصى”، فقال السيد نصر الله إنّه “كان واضحاً من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أنّ العدو كان تائهاً وضائعاً”، مضيفاً أنّه “أمام غزة والحادث المهول الذي تعرّض له العدو، يبدو أنّ حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق”. 

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “ما يجري اليوم في غزة جرى في السابق في لبنان عام 2006، وفي حروب متكررة في غزة، مع فارق كمي ونوعي”. 

وأوضح أنّ “من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها”. 

وذكّر السيد نصر الله أنّهم “في عام 2006 وضعوا هدفاً يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يوماً، ولكّنهم لم يحققوا أهدافهم”، مضيفاً أنّهم “يعيدون الوضع نفسه اليوم في غزة”. 

وتابع أنّ “ما يقوم به الإسرائيلي هو قتل الناس في غزة، فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين، ويدمر أحياءً بكاملها فليس لديه حرمة لأي شيء”. 

وأردف قائلاً: “كلنا شاهدنا بأمّ العين بطولات المقاومين في غزة، فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة، كيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع؟”. 

ولفت إلى أنّ  “المشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة، أي مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة، تقول للصهاينة بأنهم لن يستطيعوا من خلال القتل والمجازر أن يصلوا إلى أي نتيجة”. 

وفي هذا السياق، شدّد السيد نصر الله على أنّ “ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، ما يُحتم على الجميع تحمل المسؤولية”. 
وتحدّث عن “هدفين يجب العمل عليهما، هما وقف العدوان على غزة، وأن تنتصر حماس في غزة”. 

وأكّد السيد نصر الله أنّ “انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصاً دول الجوار”. 

وتوجّه السيد نصر الله إلى الدول العربية بالقول: “عليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزة ولا يكفي التنديد، بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء”. 

وقال إنّ “الخطاب في السابق كان اقطعوا النفط عن أميركا، ولكن اليوم نطلب بوقف التصدير إلى إسرائيل للأسف!”. وأردف متسائلاً: “أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟”.   

وأشار السيد نصر الله إلى الشعب اليمني الذي، وعلى الرغم من كل التهديدات، “قام بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها، لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيرات الى إيلات وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية في جنوب فلسطين”. 

لن تكتفي المقاومة بما يجري على الجبهة اللبنانية 

وعن دور المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله في معركة “طوفان الأقصى”، أكّد السيد نصر الله أنّ “المقاومة دخلت المعركة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي”. 

وكشف أنّ “ما يجري على الجبهة اللبنامية مهم ومؤثر جداً، وغير مسبوق في تاريخ الكيان”. 

ولفت، في السياق، إلى أنّ “المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلاّ من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية”، موضحاً أنّها “معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها”. 

وأوضح السيد نصر الله أنّ “الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستُسخر للهجوم على غزة وأخذتها في اتجاهنا”، كاشفاً أنّ “ما يجري على الجبهة اللبنانية لن يتم الاكتفاء به على أي حال”.  

وأضاف: “لو كان موقفنا التضامن سياسياً وبالتظاهر، لكان الإسرائيلي مرتاح عند الحدود الشمالية، وكانت قواته ستذهب إلى غزة”. 

وشدّد السيد نصر الله على أنّ “جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان”. 

وكشف أنّ “جزءاً مهماً من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة”، مشيراً إلى أنّ “نصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا”. 

ووفقاً للسيد نصر الله، فإنّ “جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان”. 

وأعلن أنّ “ربع القوات الجوية مسخرة في اتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه أيضاً في اتجاه جبهة لبنان”. 

وأيضاً “نزح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”، بحيث إنّ “هذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وجعلته مردوعاً، وأيضاً لدى الأميركيين”، بحسب السيد نصر الله. 

وشدّد على أنّ “العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي، أو تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة، وهو احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، ولذلك فإنّ على العدو أن يحسب له الحساب”. 

وقال: “عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية، إنّك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”. 

وتوجه السيد نصر الله إلى عوائل الشهداء بالتبريك لنيل أعزائهم وأحبائهم هذا “الوسام الإلهي”، مضيفاً أنّ هذا التبريك والعزاء يمتد إلى كل عوائل الشهداء في كل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة “طوفان الأقصى”. 

كذلك وجّه السيد نصر الله التحية إلى شعب وأهل غزة الأسطوري الذي لا نظير له في العالم، قائلاً إنّ “شعب غزة يعجز اللسان والبيان عن التعبير عن عظمته وصموده وصبره، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أهل الضفة الغربية”.

Leave A Reply

Your email address will not be published.