شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، طالت نحو 50 فلسطينياً بينهم الناشطة والأسيرة المحررة، عهد التميمي، (22 عاماً) في جامعة “بيرزيت”، من بيت عائلتها في بلدة النبي صالح شمالي رام الله.
وذكر موقع “واينت” الإسرائيلي، أنّ التميمي، التي أدينت سابقاً بمهاجمة ضابط وجندي في “الجيش” الإسرائيلي، اعتقلت بسبب منشور كتبته منذ نحو أسبوع، على حسابها بموقع “إنستغرام” هددت فيه المستوطنين في الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أنّ القوات الإسرائيلية عاثت خراباً في منزل التميمي قبيل اعتقالها.
المراسل العسكري في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية طال ليف رام تعليقاً على اعتقال التميمي، قال إنّ “اعتقالها معناه أن كل من يحرض على إسرائيل سيتم اعتقاله مع تجاهل رأي المجتمع الدولي”.
وعهد التميمي هي ناشطة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، برزت إعلامياً منذ كانت طفلة، أثناء تحديها لجنود من “الجيش” الإسرائيلي الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها، ناريمان التميمي، في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح، في آب/أغسطس 2012، في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية.
وفي عام 2018، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ وزير الأمن آنذاك أفيغدور ليبرمان وقّع سلسلة من القرارات ضد عائلة عهد التميمي، وأنها كانت تقضي بمنع 20 شخصاً من دخول فلسطين المحتلة 1948، ومنع والد عهد التميمي من السفر.
وأشارت الصحيفة إلى اتهام “إسرائيل” عائلة التميمي بـ “التحريض”، في الوقت الذي كانت لا تزال التميمي فيه بالسجن، في انتظار نهاية محاكمتها بتهم بينها “استفزاز العسكريين الإسرائيليين والاشتباك معهم”.
وتمّ تصوير التميمي في قرية النبي الصالح وهي تضرب جندياً في “الجيش” الإسرائيلي.
وفي مقابلة مع الميادين، في 11 كانون الثاني/يناير 2018 قال والد عهد إنّ ابنته “هزّت الاحتلال الإسرائيلي الغارق بالأوهام التوراتية وعقدة التفوّق على الآخرين”، ما دفع بالوزيرين الإسرائيليين نفتالي بينيت، وأفيغدور ليبرمان لإطلاق تصريحات ضد عهد لمجاراة اليمين الإسرائيلي.
وفجر اليوم الإثنين، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق متعددة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وشنّت حملة اعتقالات واسعة. ومن بين هذه المناطق مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، حيث شنت حملة اعتقالات واسعة في المخيم، ورافق الاقتحام طائرات مروحية.
وبحسب الصحافي محمد حمدان، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقسيم الضفة كانتونات وتهجير السكان من المناطق المصنفة “ج”.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ حملة الاعتقالات والمداهمات الواسعة في عناتا ومخيم شعفاط التي شنّتها القوات الإسرائيلية طالت نحو 20 منزلاً، وتمّ اعتقال عدد من المواطنين بينهم القيادي في حركة فتح، رأفت عليان، اعتقل في بلدة عناتا أثناء مشاركته في مداخلة تلفزيونية حين اقتحم “جيش” الاحتلال منزله واعتقله.
وكانت قوات الاحتلال حاولت اقتحام مبنى المقاطعة في نابلس فجر أمس الأحد، لكنهم استهدفوا بإطلاق نار كثيف، أتى ذلك بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال بلدتي الخليل وقصرة جنوبي نابلس، وعزون شرقي قلقيلية، وحوسان غربي بيت لحم.