google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

الاحتلال يستثمر مليار دولار لدعم الدروز لإقناع إخوانهم بسوريّة رفص الحكم الجديد

في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتفكيك سورية والعبث بأمنها مستغلة الخلافات الداخلية التي بدأت تطفو على السطح، أشارت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكيّة، كما اقتبست منها صحيفة (إسرائيل هيوم) العبريّة، إلى إعلان بأنّ الحكومة الإسرائيليّة ستستثمر أكثر من مليار دولار في مساعداتٍ للدروز في شمال الكيان، كونها خطوة تهدف إلى حشد المواطنين الدروز في إسرائيل لإقناع الدروز السوريين برفض الحكومة الجديدة، وذلك بعد أيامٍ على اندلاع توترات نهاية الأسبوع بين بعض الدروز وقوات الأمن الحكوميّة في إحدى ضواحي دمشق.
 في الوقت نفسه، يقول التقرير إنّ: “الجيش الإسرائيليّ كثّف نشاطه في جنوب سوريّة، وهاجم عدة مواقع عسكرية في مناطق أخرى لمنع الحكومة الجديدة من الوصول إلى الأسلحة، حتى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب الأسبوع الماضي بأنْ يكون جنوب سورية “منزوع السلاح”، وأعلن أنّ “قوات القيادة السورية التي كانت تابعة في السابق لتنظيم القاعدة لن يُسمح لها بدخول المنطقة”.

كما تستخدم إسرائيل لوبي بين القوى العالميّة للدفع قدمًا بفكرة تحويل سورية إلى نظامٍ فيدراليٍّ من المناطق العرقية المتمتعة بالحكم الذاتيّ، مع إخلاء المناطق الحدودية الجنوبية القريبة من إسرائيل من السلاح.
 وبحسب التقرير، الذي نشرته الصحيفة الأمريكيّة، فإنّ: “مسؤولي الأمن الإسرائيليين ينظرون إلى المجتمع الدرزيّ في سورية بصفته حليفًا محتملًا مهمًا، ويعتقدون أنّ التعاون معهم يمكن أنْ يساعد في إنشاء حاجزٍ ضدّ انتشار النفوذ الإسلاميّ المتطرّف بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل”، على حد تعبيرهم.
 في السياق، وخلال الساعات الأولى لسقوط العاصمة دمشق، واستيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة، بدأ الاحتلال الإسرائيليّ بشنّ عدوانٍ واسعٍ على سوريّة، وسط تكتمٍ واضحٍ من أعضاء الحكم الجديد عن الاعتداءات الكبيرة التي تُشن على بلدهم.

لكن يوم التاسع من كانون الأول، وجّه المندوب الدائم للجمهوريّة السوريّة رسالةً إلى أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تطالب بتحمّل مسؤولية اعتداءات إسرائيل المستمرة على الأراضي السورية، والانسحاب الفوري من الأراضي التي توغّلت فيها القوات الإسرائيليّة، والالتزام التام باتفاق فضّ الاشتباك وولاية قوة الأندوف، وذلك بناءً على تعليمات الحكومة السوريّة.
في هذا السياق، أجرى مسؤول هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، مقابلة مع صحيفة (التايمز( دعا فيها إسرائيل إلى إيقاف غاراتها الجوية على سوريّة، وسحب قواتها من الأراضي التي سيطرت عليها، قائلاً إنّ “تبرير إسرائيل كان وجود حزب الله والميليشيات الإيرانية، لذا فإنّ هذا التبرير انتهى”، إلّا أنّه أضاف بأنّه “لن يسمح باستخدام البلاد نقطة انطلاق لهجمات ضدّ إسرائيل، أوْ أيّ دولةٍ أخرى”. وفي أول مقابلةٍ له منذ سقوط النظام السوري، دعا الجولاني الغربَ إلى رفع العقوبات التي فُرضت على سوريّة في عهد نظام الأسد.
وفي سياق الحديث، أعتبر أنّ “إسرائيل، التي سيطرت على منطقة عازلة بعد سقوط النظام، ستضطر إلى الانسحاب”، وقال “نحن ملتزمون باتفاقية عام 1974 ومستعدون لإعادة المراقبين الدوليين، ولا نريد أيّ صراعٍ، سواء مع إسرائيل أوْ أيّ طرفٍ آخرٍ، فالشعب السوريّ يحتاج إلى استراحةٍ، ويجب أنْ تنتهي الضربات، وعلى إسرائيل التراجع إلى مواقعها السابقة”.
وعن تصنيف هيئة تحرير الشام حركة إرهابيّة، قال الجولاني إنّ وصفه بالإرهابيّ كان “تسمية سياسية تلائم نظام الأسد أكثر”، بينما “يتعيّن على الدول الآن رفع هذا التصنيف، فسوريّة مهمة للغاية من الناحية الجيو- إستراتيجية، ويتعيّن رفع كلّ القيود التي فُرضت على الجلاد والضحية”.
 وهكذا بدأ يتكشّف يومًا بعد يوم إحجام الحكومة الانتقالية بقيادة الجولاني عن استعداء الكيان الإسرائيلي بشكلٍ مباشرٍ، والإقدام على مقاومةٍ وطنيّةٍ تعيد الاحتلال للخطوط الخلفية المقتصرة على منطقة الجولان، أوْ بالحد الأدنى “خطاب تهديدي” للكيان بعملٍ عسكريٍّ بهدف استعادة المناطق المحتلة.
ولا يفكّر الكيان بالانسحاب من المناطق التي تجاوزها في الأراضي السوريّة، رغم زعم المسؤولين الإسرائيليين أنّ “الاحتلال مؤقت”. وسيطرت القوات الإسرائيليّة على أعلى قمة في سوريا، وهي قمة جبل الشيخ، التي قد تكون، وفقاً لتقرير نشره موقع (سي.إن.إن)، واحدة من “أكثر المكاسب ديمومة”.
بالإضافة إلى احتلال مناطق واسعة في سوريّة، أقدم الاحتلال منذ بداية الأحداث الأخيرة على قصف جميع الأصول العسكريّة السوريّة التي أراد منع وصولها إلى أيدي فصائل المعارضة، واستهدفت نحو 500 هدف، ودمرت أيضًا البحرية السوريّة، وزعمت أنّها قضت على 90 بالمائة من منظومات الدفاع الجويّ المعروفة في البلاد.
وفي الختام، جديرٌ بالذكر أنّ الكيان يتوجّس من وجود جماعاتٍ متطرّفةٍ على حدوده، وعبّرت عن ذلك العديد من التقارير الإسرائيليّة في الأيام الأخيرة، ويعتبر الكيان ما حصل فرصة عليه اغتنامها لتنفيذ مخطّطاته التوسعية ومصالحه الحيوية، والمحافظة على مدى جغرافيّ أكبر داخل الأراضي السوريّة.
لكن هل ستستمر هيئة تحرير الشام في المستقبل القريب بمهادنة الإسرائيليّ، والاقتصار على “دعوته” للانسحاب من الأراضي السورية من دون أيّ مقاومةٍ ميدانيّةٍ، أوْ سيلجأ الحكم الجديد إلى تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال، يَعِدْ فيه الأخير بالانسحاب من الأراضي التي احتلها؟

Leave A Reply

Your email address will not be published.