كشف تقرير نُشر في وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، أنّ “إسرائيل” إن لم تنتصر في حربها ضد حماس وبعدها ضد حزب الله فإنّها ستخسر منطقتي النقب والجليل، مضيفاً أنّ هذه الحرب حاسمة بشأن وجود “إسرائيل”.
في السياق نفسه، اعترف رئيس شعبة الاستخبارات في “الجيش” الإسرائيلي (أمان)، أهارون هاليفا بمسؤوليته عن الفشل الاستخباري والعملياتي الخطير في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، زاعماً أن “ما تعيشه إسرائيل ليس حرباً وجودية لأن وجودها ليس على المحك”، مؤكداً أنّها حرب على وجود “إسرائيل” في المنطقة. وهو تصريح أيّده رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين.
وأضافت الصحيفة أنّ مثل هذه التصريحات تدلّ على الفشل الفكري الذي يحكم تصوّر المؤسستين الأمنية والعسكرية في “إسرائيل”، الُمدمنة على مفاهيم اتفاقية أوسلو (إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي).
ووفق الصحيفة فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أعلن في وقتٍ سابق عن أنّ الحرب التي تخوضها “إسرائيل” في غزة بأنها “حرب وجودية”، ومن الممكن ألا “تهدأ” هذه الحرب، لذلك، ومن كلام هليفا وكوهين، نقف على طبيعة اللامبالاة العقائدية وسوء الفهم الأساسي الذي أدّى على ما يبدو إلى التسيّب الاستخباري والعملياتي.
ولفتت “إسرائيل هيوم” إلى أنّ هذه الحرب اليوم تشنّ على نفس وجود (المستوطنين) الاجتماعي، أي على كيان “إسرائيل”، مشيرةً إلى أنّه “لا يوجد أي أحد يُقامر بحياة عائلته سواء في النقب الغربي أو في الجليل الأعلى، لذلك نحن مضطرون إلى اقتلاع (حماس، حزب الله) من الحدود على الرغم من أنّ هذه المهمة قد تكون طويلة عسكرياً ومعقّدة سياسياً”.
وكذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ الفخّ الوجودي الذي يُمكن أن تقع فيه “إسرائيل” هو تأسيس جيش عربي فلسطيني للدفاع عن الأمن، واصفةً هذا الأمر بالتهديد الوجودي لـ”إسرائيل” ولا سيما أنّه نابع عن نظام أوسلو.
وأمس الأحد، قال رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي الأسبق، داني ياتوم، إنّ رئيس حكومة الاحتلال الحالي، بنيامين نتنياهو، تسبب بالكثير من الأضرار لـ”إسرائيل”، مؤكّداً أنّه مستمرٌ بذلك خلال الحرب على غزّة.
ووفقاً لوسائل إعلامٍ إسرائيلية، قال ياتوم إنّ “نتنياهو لا يزال يهتم أولاً بمصالحه وبعد ذلك بمصالح إسرائيل”، مُشيراً إلى أنّه لذلك تُعتبر “اعتباراته غير نقية”، داعياً إلى استبداله.
ولا يزال المسؤولون الإسرائيليون يتبادلون الاتهامات، محمّلين نتنياهو، مسؤولية الإخفاق الذي أدّى إلى نجاح ملحمة “طوفان الأقصى”.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي في الأيام الماضية عن “الصدمة” التي تعيشها المؤسستان الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال، في إثر الفشل الاستخباري الذريع، والذي ظهر السبت، في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، في معركة “طوفان الأقصى”، التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال.