نشر وزيرا خارجيتا كلٍ من بريطانيا وألمانيا، ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك، مقالاً مشتركاً في صحيفة “التايمز” البريطانية، أشارا فيه إلى أنّ “إسرائيل” لن تنتصر في الحرب التي تخوضها على قطاع غزّة “إذا دمرت احتمالات التعايش السلمي مع الفلسطينيين”.
وطالب الوزيران كيان الاحتلال الإسرائيلي بأن “يلتزم بالقانون الإنساني الدولي، خلال حربه التي يخوضها في قطاع غزّة”، حيث لفتا إلى أنّ عدداً كبيراً جداً من المدنيين قتلوا.
وأشارا في مقالهما إلى أنّه يجب على حكومة الاحتلال أن “تفعل المزيد للتمييز بشكلٍ كافٍ” لتجنّب قتل المدنيين، مطالبَين “بوقف إطلاق نارٍ مستدام، يؤدي إلى سلامٍ مستدام”.
وينتقد المقال أيضاً ما وصفه الوزيران بـ”الأعمال البغيضة” التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون المسلحون الذين طردوا الفلسطينيين من منازلهم.
من جهتها، علّقت صحيفة “التايمز” على المقال المشترك، بالقول إنّه يُمثّل “تحوّلاً في النهج تجاه الصراع بين حماس وإسرائيل”، وأنّه تغيير ملحوظ في لهجة الحكومة البريطانية، التي لم تقدم في السابق سوى دعمها لـ “هدنةٍ إنسانية”، للسماح بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة ولدخول المساعدات إلى غزّة، مما يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء إراقة الدماء.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أعرب بشكلٍ منفصل،في مقابلةٍ مع صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، عن دعمه لهذا النهج.
وفي إشارةٍ إلى القلق المتزايد داخل الحكومة بشأن عدد الضحايا المدنيين، قال شابس إنّه “قلق للغاية بشأن احتمال وفاة عدد أكبر من الأشخاص بسبب المرض، مقارنةً بالأشخاص الذين يموتون حتى من خلال آثار العمل الحركي للحرب”.
وذكّرت الصحيفة أنّ موقف الحكومة البريطانية لا يزال بعيداً عن الدعوة إلى “وقفٍ فوري لإطلاق النار”، والذي تقول إنّه “سيجمد الصراع ويترك حماس تسيطر على قطاع غزّة”.
وتطرقت الصحيفة إلى أنّ تغيير اللهجة الحاصل، يعكس تحوّلاً في الولايات المتحدة، يستهدف بوضوحٍ الإسرائيليين، الذين أدت حربهم على قطاع غزّة إلى أزمةٍ إنسانية متصاعدة، إضافةً إلى ارقتاء أكثر من 18 ألف فلسطيني.