قال محلل الشؤون العسكرية بصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل إن الجيش الإسرائيلي لم يسيطر بعد على مدينة غزة، وإن القادة قلقون إزاء مجموعة تهديدات محتملة، على رأسها الصواريخ المضادة للدبابات والمنازل المفخخة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات فوق الأرض تعرقل سيطرته الكاملة على مدينة غزة، رغم استهداف الأنفاق شمالي قطاع غزة، وفقا لما ذكره هارئيل بمقال نشرته الصحيفة اليوم الأربعاء.
وأضاف هارئيل أنه “ربما تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقدت السيطرة على مدينة غزة، لكن الجيش الإسرائيلي لم يتول السيطرة بعد”.
وفي إشارة للأمطار التي تعرقل تحرك القوات الإسرائيلية، أشار المحلل البارز إلى عدد من الصعوبات التي يواجهها الجيش فوق الأرض، منها “العاصفة الشتوية التي وصلت إلى المنطقة” وأثارت أفكارا سلبية حسب قوله، موضحا أنه “إذا كان هناك أي شيء أكثر إحباطا من الحرب، فهي حرب الشتاء”.
“قوات جامدة وضعيفة”
وقال المحلل إن المخاطر التي يواجهها الجنود الإسرائيليون في غزة لا تقتصر على الطقس، مضيفا أنه “بعد حوالي أسبوعين ونصف على الأرض، هناك خطر أن تصبح القوات جامدة للغاية، وبالتالي ضعيفة للغاية”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي نشر صور وفيديوهات لانتشار دباباته وآلياته العسكرية بين المباني التي دمرها القصف الجوي غير المسبوق خلال الأيام الـ40 الماضية.
كما ينشر أيضا بيانات عن قتلى وجرحى في صفوفه خلال المعارك البرية الشديدة التي تدور شمالي قطاع غزة.
وقال هارئيل إن “القادة يشعرون بالقلق إزاء مجموعة كاملة من التهديدات المحتملة، وفي المقام الأول الصواريخ المضادة للدبابات والمنازل المفخخة”.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه “في وسط المدينة المكتظ بالسكان، هناك أيضا حاجة للحماية من نيران الأسلحة من المباني متعددة الطوابق”.
عمليات عسكرية مرتبكة
وأوضح هارئيل أن كثيرا من المباني “تضررت بسبب القصف الجوي، لكنها لا تزال قائمة، وهناك مخاوف من إقامة حماس مواقع جديدة للقناصين ومضادات الدبابات فيها”.
ولفت إلى أنه “من الناحية العملياتية، لم ينفذ الجيش أي عمليات في الأحياء الواقعة شرق ووسط مدينة غزة. كما أنه يركز جهوده على الأنفاق، في محاولة للتوصل إلى حل فعال لتدميرها بشكل أسرع”.
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إن “وزير الدفاع يوآف غالانت أعرب في الأيام الأخيرة عن تفاؤله في ما يتعلق بأمرين: القدرة على تسريع تدمير الأنفاق، والوتيرة التي تفقد بها حماس السيطرة في شمال غزة”.
وبتقديره المستند إلى معطيات الجيش الإسرائيلي، أشار هارئيل إلى أنه “في ما يتعلق بقدرات حماس العسكرية، فمن الواضح أن اللواءين اللذين تنشرهما حماس شمال القطاع، وفي مدينة غزة قد تعرضا لأضرار جسيمة، وأن تسلسل قيادتيهما يعمل بشكل جزئي فقط”.
وأضاف “أما الألوية الثلاثة الأخرى في مخيمات اللاجئين وسط القطاع، وفي خان يونس ورفح (جنوب)، فقد تعرضت لأضرار طفيفة، وما زالت تحتفظ بتسلسل القيادة والسيطرة”.
ونقل هارئيل عن ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي شمالي قطاع غزة قوله إن “المسلحين، التابعين لحماس، يعملون الآن بشكل عام في مجموعات صغيرة نسبيا تصل إلى 10 أشخاص”.
وأضاف “إنهم يحدون من قتالهم في الليل. وفي الصباح الباكر، بعد التجمع للصلاة، يطلقون طائرة مسيرة في الهواء للتحقق، مما تغير في انتشارنا في محيطهم ولمحاولة تنظيم هجوم”.
قيادة حماس
وقال المحلل الإسرائيلي إن “زعيم حركة حماس في غزة يحي السنوار، ما زال يتولى القرار حتى بما يتعلق بتبادل الأسرى”.
وأضاف “تصف مصادر إسرائيلية زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار، بأنه الرجل الوحيد في الجانب الفلسطيني الذي سيقرر ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا”، في إشارة إلى اتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
من جهة ثانية، أشار هارئيل إلى أنه “بجانب أمل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، فمن الواضح أن صبر الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ ينفد تدريجيا في مواجهة الضرر الذي تسببت فيه العمليات الإسرائيلية في غزة، على الرغم من أنه يتعاطف معها تماما على أنها مبررة”.
وقال “على المدى الطويل، ربط بايدن إزالة حكومة حماس من غزة باستئناف الجهود للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يؤمن بهذه الخطوة، بل يشعر بالقلق من أن الجناح اليميني المتطرف في حكومته قد يفكك ائتلافه من الداخل إذا وافق على وقف سريع لإطلاق النار واستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية”.
تقلص مهلة إسرائيل
وأشار هارئيل إلى تقييم أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أن “نافذة الفرصة الدبلوماسية لإسرائيل تقلصت إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع”، موضحا أن هذا هو “التقييم الذي يتم التعبير عنه بشكل أكثر هدوءا من قبل المؤسسة الأمنية”.
وقال “يريد وزير الدفاع يوآف غالانت وقتا أطول من ذلك بكثير، ويؤيد توسيع العملية وتعميقها. وإذا لم يتم تنفيذ نواياه، فسيتعين على إسرائيل أن تفكر في تغيير خطة عملها العسكرية”.
ولليوم الـ40، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و320 شهيدا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و200 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.