حرب الإبادة تهدي زوجين في غزة طفلة طال انتظارها
سنوات طويلة من الحرمان من الأطفال، تخلّلتها محاولات علاج متكررة داخل غزة وخارجها، لم تُكلَّل بالنجاح. لكنّ “حرب الإبادة” الإسرائيلية جاءت بحقيقة لم يتصورها رامي العروقي وزوجته يومًا؛ إذ تحوّل الحلم المؤجل بالإنجاب إلى واقع عبر احتضان طفلة من أيتام الحرب
لاقى منشور للعروقي على موقع “فيسبوك” أعلن فيه احتضانه لطفلة يتيمة رواجًا كبيرًا في قطاع غزة. يقول: “أردتُ إخبار أقاربي وأحبابي بهذه الخطوة، ومع صعوبة التواصل في ظل النزوح المتكرر، وجدتُ أن الإعلان عبر مواقع التواصل هو الأسهل.”
سرعان ما انهالت على العروقي الاتصالات من غزة والخارج؛ بعضهم يسأل عن إجراءات كفالة أيتام الحرب، وآخرون ممن حُرموا من نعمة الإنجاب يطلبون معرفة آلية الاحتضان. “لقد كان منشوري ضوءًا في عتمة الحرب الطاحنة بالنسبة للكثيرين”، يقول رامي.
منشور.. فتح باب الحكاية
بدأت القصة حين علم العروقي بوجود طفلة لا يتجاوز عمرها خمسة أيام، نقلها المسعفون إلى المستشفى عقب إحدى المجازر الإسرائيلية دون أن يسأل عنها أحد، فيما يُرجَّح أن أسرتها كلها استُشهدت. يقول: “أحببت كثيرًا أن أحتضنها؛ فأنا موظف وقادر على استئجار منزل وتوفير احتياجاتها أنا وزوجتي.”
خاض العروقي رحلة طويلة مع الجهات الحكومية، بدأت بانتظار ظهور أي معلومة عن ذوي الطفلة، تلتها إجراءات التحقق من قدرته على رعايتها، حتى تمكن أخيرًا من اصطحابها إلى منزله وهي بعمر ثلاثة أشهر، مطلقًا عليها اسم “جُنّة”.
“جُنّة”.. طفلة تغيّر حياة أسرة