لا يهدأ ليل غزة الطويل، من صوت القصف والتدمير والنسف، منذ بداية الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، إلا أن مؤخراً بات ليلهم كوابيس لا تحتمل، مع استمرار نسف المنازل باستخدام الريبوتات المفخخة التي تصيب السكان في رؤوسهم قبل منازلهم..
فقد دأبت إسرائيل مذ أن قررت احتلال مدينة غزة على استخدام الريبوتات بكثرة لنسف وتدمير المنازل بأكبر عدد ممكن من المنازل وأقل التكاليف، حيث تدمر أكبر مساحة ممكنة من المنازل والبنية التحتية وتسويتها بالأرض.
وبدأ جيش الاحتلال استخدام هذه الروبوتات في مايو العام الماضي، حيث أن الريبوت الواحد قد يحمل نحو 7 طن من المتفجرات، في حين أنه يتم استخدام مايقارب من 7-10 روبوتات متفجرة في مدينة غزة يومياً.
المواطنة سلمى أبو شرخ، تشير إلى أن أكثر ما يعانيه السكان في شمال ومدينة غزة في هذه الأيام هو استخدام الريبوتات حيث تحدث انفجار هائل يصيب رؤوسهم قبل منازلهم فتحدث زلزال كبير، حيث يسمع الصوت بقوة كبيرة لم يسمعوها من قبل.
وتضيف: استخدام الريبوت يعني إحداث زلزال كبير قد يؤثر على المنازل على مساحات واسعة حتى لو كان المنزل بعيد عن مكان وجود الريبوت، فصوته أقوى من صوت الصواريخ التي تطلق من الطائرات الحربية، علاوة على الغبار والسواد الذي يحيط المنطقة مما يسبب اختناقاً كبيراً لدى المواطنين بالذات المرضى وكبار السن.
أطنان من المتفجرات
وفي تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قال: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم روبوتات مفخخة ومحملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها شمال غزة، خلال اجتياحه المتواصل لليوم التاسع على التوالي، مع تصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتجويع والتهجير القسري واسع النطاق.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أن الجيش الإسرائيلي فصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة بالكامل، من خلال تمركز الآليات ووضع السواتر الرملية وركام المنازل المدمرة، إلى جانب الغطاء الناري من الطائرات المسيّرة.
هذا الروبوت يدمّر قرابة 6 أو 7 منازل دفعة واحدة، كما أن جيش الاحتلال يفجّر الروبوت بالمنازل دون علمه بوجود مدنيين داخلها أم لا
وأبرز الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات عديدة عن استخدام الجيش الإسرائيلي لروبوتات مفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثًا أضرارًا واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريبًا عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.
وقال الأورومتوسطي إن استخدام إسرائيل للروبوتات المفخخة أمر محظور بموجب القانون الدولي، حيث أن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، فنظرًا لطبيعتها، فهي تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية بشكل عشوائي دون تمييز. وبالتالي، تعد من الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحد ذاتها.
ما هو الروبوت المتفجر..؟
وتعد الروبوتات المتفجرة ناقلات جند أميركية الصنع من طراز “إم 113″، واستخدمت لفترة طويلة كناقلات جند حتى حرب عام 2014 قبل أن تتعرض لهجمات من المقاومة الفلسطينية، مما أجبر الاحتلال على إخراجها من الخدمة وتحويلها إلى روبوتات مفخخة.
ويتم التحكم بهذه الروبوتات عن بعد، وذلك بعد إعادة تصميم الآلية وإفراغ المقاعد مثل قمرة القيادة وغيرها، ومن ثم إدخال كميات كبيرة من المتفجرات إليها.
وينقسم المدى التدميري لهذه الروبوتات إلى قسمين الأول: تدمير وحرق كامل في نطاق دائري يقدر بـ50 مترا وتدمير جزئي في نطاق دائري بطول 150 مترا.