كشفت لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية، عن مشروع لتوسيع عدد من المستوطنات وفي مقدمتها مستوطنتي “آدم” و”شاعر بنيامين” بواقع 600 وحدة للأولى و285 للثانية.
وقال خبير الأراضي والاستيطان خليل التفكجي لـ “القدس” دوت كوم، تعتبر المستوطنتان من مستوطنات القدس الكبرى التي يجري توسيعها وهما مقامتان على أراضي جبع وحزما، مشيرًا إلى أن قرار توسيعهما يأتي في سياق ما يجري إقامته من بنى تحتية وأنفاق وتوسيع شوارع لفرض أمر واقع في منطقة ما يسمى بـ(القدس الكبرى).
وأوضح التفكجي أنه قبل أيام تم افتتاح نفق (ارئيل شارون) على مدخل القدس الغربية بحجة تخفيف حدة الازدحام والذي يهدف في الأساس إلى وصل مستوطنات القدس الغربية وحركة المستوطنين من الداخل 48 بحركة المستوطنين وتنقلهم نحو المستوطنات في التكتل الاستيطاني الضخم بـ (غوش عتصيون) في المنطقة الجنوبية لترتبط هذه المستوطنات بالإنفاق والجسور بـ (الشارع الأمريكي ) في القدس الشرقية المحتلة.
وقال التفكجي، إن الشارع الأمريكي مع الأنفاق والجسور التي سيتم فتحها مع نهاية هذا العام ومطلع العام القادم ستغير شكل وحركة وارتباط قسم كبير من المدينة وسكانها، مضيفًا: هذا الشارع الذي يجري شقه حاليًا بإقامة أعلى وأطول جسر فوق منطقة وادي النار مع فتح نفقين في منطقة أبو ديس والآخر تحت جبل الزيتون حيث تم مصادرة 50 دونمًا قبل أشهر لصالح هذا المشروع، سيكون لهما تأثير واضح على حركة المستوطنين في القدس الشرقية ويتم عزل القرى والأحياء المقدسية.
وذكر أن هذا المشروع الذي تزيد تكلفتة على 500 مليون دولار والذي تم مصادرة 1070 دونمًا لتنفيذه في العام 1996 لصالح هذه الشوارع والبنى التحتية للاستيطان المتنامي والذي يتضاعف لهدف واضح وهو حسم مستقبل المدينة خارج أي تسوية مع الفلسطينيين مستقبلاً.
وأكد التفكجي أن إقامة هذه المستعمرات وتوسيعها وإقامة البنى التحتية لها يأتي ضمن سياسة التطويق لمدينة القدس وتوسيع حدودها لتصل المساحة المصادرة إلى 10% من مساحة الضفة الغربية.
وقال: إن كل هذه المشاريع تأتي لصالح مشروع (القدس الكبرى) وتقسيم الضفة الغربية إلى كنتونين شمالي وجنوبي معزولين لا يربطهما ببعضهما البعض غير الانفاق والجسور التي تسيطر عليها إسرائيل.
وأضاف: إذا أضفنا لها النفق الذي يجري شقه في أراضي منطقة شعفاط أسفل مستوطنتي التلة الفرنسية ورمات شلومو وتوسيع مستوطنات رمات شلومو وآدم ومعاليه ادوميم ضمن منظومة ومصفوفة تؤدي الغاية والهدف الإسرائيلي إلى استحالة إعادة تقسيم المدينة وتندرج ضمن سياسة واضحة المعالم بأن القدس عاصمة لدولة واحدة بأغلبية يهودية مطلقة وأقلية عربية فلسطينية في بعض القرى والأحياء في شرق المدينة.
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على تعبئة الفراغات واغلاق الدوائر الاستيطانية، وإذا تم إضافة التكتلات إلى ما يجري في أراضي قرية النبي صمويئل التي تم ازالتها وتهجيرها وتدميرها في العام 1972 وتحويل معظم أراضيها، نحو 3500 دونم لصالح (محمية طبيعية) تكتمل الدائرة الاستيطانية الأوسع، من الشرق معاليه أدوميم ومن الغرب المحمية الطبيعية “أراضي نفس القرية”، والتي يمنع البناء فيها بشكل مطلق، فحتى المدرسة عندما تم ادخالها ضمن التطوير واضافة غرفة صفية متنقلة ضمن مشروع “مدرستي” كانت السلطات العسكرية الإسرائيلية بالمرصاد وحالت دون تنفيذ المشروع.
وأكد أن قرية النبي صمويئل تقع ضمن التكتل الشمالي الغربي لمدينة القدس وهي جزء من الكتلة الاستيطانية الغربية، والمحمية الطبيعية على أراضيها كذخر استيطاني في مرتفعات تلك المنطقة الاستراتيجية الكاشفة، مقابل كتلة “معاليه أدوميم” و”آدم” شرق وغرب مرتبطة بانفاق وجسور وشوارع عريضة تسهل تنقل المستوطنين من العمق في الداخل من مكان العمل إلى سفوح وجبال الضفة والقدس المحتلة حيث المبيت بالمستوطنات والسكن الرخيص على حساب الفلسطينيين وأراضيهم.