شن الصحفي الإسرائيلي “بن كاسبيت”، هجوماً لاذعاً على نتنياهو ووزراء ائتلافه، واصفاً إياهم بالمدانين والمتورطين في قضايا فساد.
وقالت “بن كاسبيت” في مقال نشره على صحيفة “معاريف” العبرية: “إن “وزراء حكومة نتنياهو مثل الغرغرينا التي تُصيب أعضاء الجسم وتتلفها، مؤكداً أن “إسرائيل” وصلت إلى مرحلة انهيار، وبحاجة إلى تدخل عاجل وإنعاش.
نص مقال بن كاسبيت كما ورد على صحيفة “معاريف” العبرية:-
لو شبّهنا إسرائيل بجسم الإنسان، فإن بداية الفوضى الحالية كانت بمثابة عدوى موضعية. التهاب بدأ بالانتشار. حرارة، ثم حرارة مرتفعة. بعد ذلك بدأ الوضع يتدهور. العدوى انتشرت. الغرغرينا أصابت بعض الأعضاء. المضادات الحيوية لم تجدِ نفعًا. حاول الأطباء التدخل، لكن دون جدوى. لم تكن عدوى خارجية ولا فيروسًا تسرّب من مختبر ما وتسلل إلينا. لقد كان مسارًا ذاتيّ التدمير. جهاز المناعة لدينا هاجم نفسه وبدأ ينهار.
في الأشهر الأخيرة، تدهور الوضع إلى درجة انهيار شامل في الأجهزة. في البداية احتجنا إلى ربط شريان، ثم إلى بتر عاجل، ثم إلى عملية كبرى لإنقاذ الحياة. اليوم بات واضحًا أننا بحاجة إلى إنعاش. أو معجزة. أو كليهما. الهجوم المهووس للببيين (أتباع نتنياهو) على الدولة يدخل مراحله النهائية، ثقتهم بالنفس في عنان السماء، وحتى السماء لم تعد حدًا لهم، يستمدون الإلهام من ما يحدث في ما وراء البحار، في أمريكا. يريدون أن يكونوا مثل ترامب، ولكن أسرع، أعلى، وأقوى.
نادراً ما يمرّ يوم دون هجوم عنيف، سامّ، وسافر، تشنه “آلة السم” التابعة لائتلاف البلطجية ضد أي شخص قد يشكّل تهديدًا لها، الآن جاء دور رونين بار، رئيس الشاباك. إنني أُصلي أن يصمد. ألا ينهار، ألا يستقيل تحت الضغط الحالي، لأن استسلامه سيزيد من شهيتهم لهدف إلى آخر هذا ما يفعلونه منذ السابع من أكتوبر يهاجمون الجميع، واحدًا تلو الآخر، يصفّون الحسابات، يفرّغون الساحة.
إنهم يعملون على تطبيع كل شيء. حتى عندما يتضح أن موظفي رئيس الحكومة متورطون في سرقة وثائق شديدة السرّية، والتي قد تعرّض مصادر استخباراتية وأصولًا استراتيجية للخطر عند نشرها، إنهم يحوّلون ذلك إلى معول يواصلون به دفن الدولة.
تم تشكيل ائتلاف هدفه تصفية الحسابات، لا إعادة بناء الدولة، لا إنعاش الاقتصاد، لا استعادة المكانة الدولية، ولا حتى تعزيز الأمن. تصفية حسابات، هذا هو الحدث.
1- لنبدأ بإيتمار بن غفير. أحد رؤساء الشاباك السابقين قال لي ذات مرة: “كل هذا بسببنا”. وعندما سألته لماذا، أجاب بأن الشاباك هو من رفض تجنيد بن غفير في الجيش، والآن هو ينتقم منا. لم يغفر ذلك أبدًا.
2- ننتقل إلى بتسلئيل سموتريتش. الشاباك صنّفه سابقًا كإرهابي. وقد سمعت هذا بأذنيّ من يتسحاق إيلان، نائب رئيس الشاباك وأحد كبار المحققين في تاريخ الجهاز.
سموتريتش، الذي قضى وقتًا غير قصير في الاعتقال في الماضي، وكان مشتبهًا به بالتخطيط لتنفيذ عملية على شارع “أيالون”، ينفّذ اليوم انتقامه من الشاباك. هذان الاثنان — بن غفير وسموتريتش — أخذوا أفكار الكهانية، طوّعوها، روّضوها، غلفوها بلغة قانونية، ومرّروها عبر الطريق الخلفي إلى مركز الحكومة.
3- ننتقل إلى الأحزاب الحريدية. هؤلاء لا يتحركون بدافع الانتقام، بل بدافع الهيمنة والسيطرة. مطلبهم بسيط: استمرار الإعفاء الشامل من الخدمة العسكرية لطلاب المعاهد الدينية، واستمرار الوصول المباشر والمطلق إلى خزينة الدولة.
لا حاجة للإطالة في الحديث عن أريه درعي. الرجل أُدين، سُجن، عاد، أُدين مرة أخرى، وأُبعد عن الحكومة، من يعرف درعي منذ بداياته، يدرك تمامًا ما رأيه الحقيقي في بنيامين نتنياهو، لكن هذا غير مهم الآن. نتنياهو مجرد أداة. إنه الحمار الذي يركبه درعي في رحلته، ولا أحد يعلم إلى أين.
4- دودي أمسالم، الذي اقتيد مكبّل اليدين إلى المحكمة وأوصي بتقديم لائحة اتهام بحقه، ومنذ ذلك الحين أقسم على تدمير المؤسسات التي تجرأت على التحقيق معه.
5- موشيه سعادة، الذي لم يُعيّن رئيسًا لوحدة التحقيق مع رجال الشرطة (ماحش)، فقرر شن حرب على ماحش ووزارة القضاء.
6- حانوخ ميلفيتسكي، الذي عاقبته نقابة المحامين، فقرر الانتقام منها ومحاولة إغلاقها.
7- تالي غوتليب، التي بنت مسيرتها المهنية بالدفاع عن المغتصبين، ولم تنجح في أن تعيّن قاضية.
8- شلومو كارعي، الذي لا تربطه صلة حقيقية بحزب الليكود الأصلي أكثر من صلة يائير نتنياهو بالصهيونية الحقيقية. كاري يمثل الحاخام مَزوز في الكنيست، لا مناحيم بيغن.
يوم الخميس، بدا أن آلة السم الإعلامية شعرت بالملل، فهاجمت غادي آيزنكوت، ذنب آيزنكوت؟ أنه تجرأ وظهر على الهواء وقال إن ما نشاهده في الأسابيع الأخيرة مجرد حملات تضليل من مكتب رئيس الحكومة لصرف الانتباه عن الحقيقة.
هذه حكومة بلا بوصلة استراتيجية، الولايات المتحدة على وشك الانسحاب من سوريا وهذه كارثة استراتيجية. سيُفتح فراغ تسعى تركيا للدخول إليه، ويمكن لإيران التمدد جنوب سوريا، لكن هنا ينشغلون بالتفاهات.
نتنياهو يراقب المشهد كما لو كان حكمًا في مباراة تنس طاولة، ولا هدف واحد من أهداف الحرب تحقق، رغم مرور سنة ونصف،