تحدث المحلل العسكري للقناة 13 ألون بن دافيد اليوم الجمعة، عن خصائص وسمات الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الضفة والقدس، معتبرا ما يجري “تغييرا كبيراً في طرق وسمات المواجهة مع الفلسطينيين”.
وأطلق دافيد وصف “نوع آخر من الانتفاضة التي تختلف عن سابقاتها” على الأحداث الأخيرة، مشيرا إلى أن مشاهد إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة لم تعد تقتصر على جنين أو نابلس وبات يطال جميع المناطق والقرى الفلسطينية.
ونوه إلى أن كل عملية الاعتقال لأحد المطلوبين ترافقها مواجهات عنيفة وقاسية، قائلاً: “إن تقديرات الموقف الاستراتيجية لركن استخبارات الاحتلال قبل سنوات تحدثت عن اشتعال الجبهة الفلسطينية ومنذ ذلك الحين يظهر هذا التحذير في كل تقديرات الموقف الاستراتيجية السنوية وكان الاعتقاد بأن ما يحدث قد يكون انتفاضة شعبية، لكن ما يحدث حاليا هو انتفاضة من نوع آخر”.
وأضاف: “جموع الفلسطينيين التي تشتبك مع قوات الاحتلال على مداخل المدن والقرى تختلف عن جموع المتظاهرين التقليديين؛ يعايشون ما يحدث على صفحات التواصل الاجتماعي ويعتبرون بأن الخلافات والانقسام في الشارع الإسرائيلي دليل على ضعف وتراجع للمشروع الصهيوني، عدا عن ذلك فإنهم يعملون بقرار ذاتي ضد قوات الجيش ولا ينتمون لتنظيمات فلسطينية بشكل رسمي”.
وأوضح أنه، على مدار السنوات الماضية عملنا بناء على فرضية أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تحقيق الهدوء كتحسين الوضع الاقتصادي أو تغير الجيل (جيل الانترنت) والرغبة في تحقيق أهداف خاصة؛ إلا أن ما نراه يدل على أن هناك توجه وطني وملل من العيش في ظل الاحتلال.
وبين بن دافيد، أن أحد المؤشرات المقلقة بالنسبة للإسرائيليين هي زيادة عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة التي يتطلب إعدادها جهد وتخطيط مسبق يختلف عن إلقاء الحجارة، فقد بلغ عدد الزجاجات الحارقة التي تم إلقاؤها تجاه قوات الجيش والمستوطنين ما يقارب من ألف زجاجة منذ بداية العام الحالي.
ونبّه إلى أن قتل الفلسطينيين يساهم في زيادة حدة الكراهية ورفع وتيرة المواجهات فقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا على مدار الأشهر الماضية 85 فلسطيني، وزعم بن دافيد “نجاح جيش الاحتلال في تحقيق أهداف عملية كاسر الأمواج كضمان حرية العمل لقواته في مناطق الضفة وحماية حدود التماس إلا ان التوتر بات سيد الموقف”.
وأوصى بضرورة عمل جيش الاحتلال “بحكمة”، وألا يقوم بعملية اعتقال لكل مطلوب وعدم اعتبار كل مقاوم على أنه قنبلة موقوته؛ واقتصار عمليات الاعتقال على الخلايا التي تعتزم تنفيذ عمليات ضد الاحتلال والمستوطنين وتأجيل اعتقال المقاومين الذين يطلقون النار على القوات التي تقتحم المدن الفلسطينية.
وأشار إلى أن ينسجم مع التعليمات التي أصدرها وزير حرب الاحتلال، بيني غانتس قبل أسبوع حينما طالب جيش الاحتلال بدراسة كل عملية اعتقال وتنفيذها حسب الحاجة، لأن كل اقتحام للمناطق الفلسطينية يساهم في تراجع مكانة السلطة الفلسطينية ويقلص من فعاليتها وقدرتها على العمل أكثر وأكثر.