شاركت جماهير غفيرة من العرب الفلسطينيين في المناطق المحتلة منذ عام 1948، اليوم الثلاثاء، في مسيرة العودة الـ27 المقامة هذا العام في أراضي قريتي هوشة والكساير المهجرتين.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات منادية بإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وحق العودة للفلسطينيين إلى وطنهم.
كما رفع المشاركون لافتات حملت أسماء القرى الفلسطينية المهجرة وصور الشهيد الأسير وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية، وطالبوا بتحرير جثمانه لمواراته ثرى الوطن.
ورددوا في المسيرة هتافات دعما لغزة منها “حرية حرية لغزة الحرية”، و”يا غزة ما منخاف وما منهاب”، و”يا غزة جاي جاي فلسطين”، و”يا غزة أنت الطلقة وأنت الصوت”، و”وحدة شعبك يا فلسطين بتهزم كل محتل”، و”شعب الضفة صاح وقال فليسقط الاحتلال”.
وانطلقت المسيرة من مدخل مدينة شفاعمرو الشرقي (بجانب متنزه البير)، وتقدمتها قيادات الحركات والأحزاب السياسية، والقوى الوطنية، ولجنة المتابعة، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وبرزت مشاركة واسعة من الشباب.
وقال عضو لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، محمد كيال، لـ”عرب 48″ إنه “نرى هنا شعارات مطالبة بحق العودة للشعب الفلسطيني إلى قراه ومدنه، وشعارات أخرى مطالبة بوقف الحرب وعمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية لأهل قطاع غزة والضفة الغربية وأماكن أخرى”.
وأضاف أن “ما يميز المسيرة هذا العام هو وجود الحرب الغاشمة على أبناء الشعب الفلسطيني، والعلم الفلسطيني الذي يرفع عنا هو علم جميع الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل والضفة والقطاع وفي الشتات، ونحن نطالب بوقف هذه المجازر التي تتم بتواطؤ غربي وصمت عربي مطبق”.
ونُظّم المهرجان الخطابي لمسيرة العودة 27 تحت شعار “هنا باقون”. ورُفعت صورة الشهيد الأسير وليد دقة على منصة المهرجان. وبدأ المهرجان بنشيد موطني، ومن ثم قسم العودة وعدم التنازل عن الوطن مهما حصل والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وتولى عرافة المهرجان، خالد زعبي، وقال إنه “مهما طال ليل الاحتلال فإن الاحتلال زائل، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل، أهلاً بهذه الجماهير الغفيرة التي جاءت لإحياء ذكرى مسيرة العودة”.
وتابع: “لقد جاءت هذه الجماهير من شتى أقطاب الأرض ومن كل نواحي البلاد، ملبية نداء الوقفة التي دعت إليها لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، وهذا يدل على أن شعبنا ما زال حيا”
وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في كلمته بالمهرجان إن “مطلبنا الإنساني والبديهي هو إطلاق سراح جثمان القائد وليد دقة فورا، وأن يتوقف هذا المشهد الإجرامي باحتجاز جثامين شهداء فلسطين ليس فقط اليوم وأمس، فهنالك جثامين محتجزة منذ عشرات السنين، وهذا يدل على همجية المؤسسة الصهيونية التي لا تتسم بأدنى الأخلاق والأعراف الإنسانية”.
وأضاف أنه “نبعث باسم هذه الألوف وباسم مسيرة العودة بالتحية والإجلال والإكبار لشعبنا البطل في قطاع غزة، تحية الوريد للوريد، تحية الدم للدم، ونقول لهذه المؤسسة الصهيونية المجرمة، ماذا أنجزتم سوى تسميم الأرض بكيمياء القنابل؟ نعم أنتم ما زلتم قادرين على صناعة الموت، ولكنكم تحاكمون بمحكمة الإنسانية بتهمة الإبادة الجماعية، حتى في أميركا التي تعطيكم السلاح السام تخرج مظاهرات لطلاب وشباب ومناضلين ضد حربكم. فلسطين التاريخية هي من البحر إلى النهر. بين البحر والنهر نحن الفلسطينيون أغلبية وهم يريدون تغيير هذا الواقع من خلال المجازر والتهجير”.
وختم رئيس المتابعة حديثه بالقول إن “القدس عربية فلسطينية والعاصمة المقدسة، والمسجد الأقصى وقف خالص للمسلمين”.
وألقت نورة نصرة من قرية كويكات المهجرة، كلمة باسم لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، وقالت “لتتوقف الاعتقالات الإدارية والتعسفية، وانتهاكات المقدسات بما فيها اقتحام الأقصى والتضييق على المصلين ومنعهم من الوصول لأداء الصلوات في كنيسة القيامة، وهدم البيوت وسلب الحق الفلسطيني في الأرض والعودة والدولة”.
وتزامنا مع مسيرة العودة، نظمت هيئات وحراكات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم والذين بقوا في أراضي 48، مسيرات وفعاليات في بلدات مهجرة بالبلاد.
وزار عدد من أهالي القرى المهجرة في أراضي الـ48 قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، ونظموا فعاليات وطنية مؤكدين تشبثهم بحقهم وأرضهم، وارتدوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.