تواصل طواقم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني العمل على انتشال جثامين الضحايا الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامه مدينة خانيونس.
وحتى الآن .. انتشلت طواقم الإنقاذ جثامين 210 شهداء من مقبرة جماعية تم اكتشافها بمجمع ناصر الطبي.
ووفقا للعاملين في فرق الإسعاف فإن الجثامين التي تم انتشالها تعود لفلسطينيين من مختلف الفئات والأعمار، قتلتهم قوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمجمع ودفنتهم بشكل جماعي داخله، مؤكدين أن العدد الأكبر من الشهداء هم من النساء والأطفال، حيث تتعمد قوات الاحتلال جرف عشرات الجثث ودفنها قبل انسحابها من أي منطقة في القطاع.
وقد جالت كاميرا فلسطين اليوم في مجمع ناصر الطبي لترصد، مشاهد عملية البحث والتعرف على الشهداء من قبل أهاليهم، حيث وصف مراسلنا إبراهيم إبراهيم المشاهد الواردة من المكان بـ”القاسية”، حيث يُصعب على الأهالي -الذين قابلهم في موقع المقبرة- التعرف على أبنائهم لأن بعضها مشوه والبعض الآخر جثث متحللة.
وقال بأن، عددا من الجثامين التي شاهدها لأطفال، والآخرى تبدو عليها علامات تؤكد بأن أصحابها مرضى “كوجود جبيرة أو ضماد طبي”، كما شاهد جثامين تظهر معها ملابس لأطباء أو ممرضين، حيث كانت قوات الاحتلال قتلت واعتقلت عددا من الطواقم الطبية العاملة في مستشفى ناصر.
وتعمل الطواقم العاملة على دفن كل جثمان في قبر لوحده، ثم يكتبون على قبور الشهداء الذين لم يتم التعرف عليهم “مجهول الهوية” إضافة إلى تفاصيل الثياب التي كانوا يرتدونها عل أحدًا يتعرف عليهم في المستقبل.
من جهته أفاد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة باكتشاف مقبرتين جماعيتين بمستشفى ناصر في خان يونس، لافتا إلى العثور على جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود وبعضهم “سرقت أعضاؤهم”.
وقال إسماعيل ثوابتة المتحدث الحكومي إن “الجيش الإسرائيلي أعد مقبرة داخل أسوار مجمع ناصر لإخفاء جرائمه”، مرجحا “وجود 700 شهيد في مقابر جماعية أعدمهم الإسرائيلي داخل مجمع ناصر”، جنوب قطاع غزة.
وأضاف, “اكتشفنا مقبرتين جماعيتين في مجمع ناصر الطبي ونتوقع وجود المزيد”، كاشفا أن “الجيش أعدم العشرات من النازحين والجرحى والمرضى والطواقم الطبية، وأن مصير عشرات ممن كانوا بمجمع ناصر لا يزال مجهولا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي”.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يُكتشفت فيها مقبرة جماعية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث سبق أن تم انتشال جثامين شهداء في مقبرة جماعية مماثلة في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.