نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصادر إسرائيلية قولها: إن “إسرائيل رفضت حتى الآن بمفاوضات وقف إطلاق النار مطلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعودة النازحين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة خوفا من أن تعيد حماس تنظيم صفوفها هناك”.
وشددت الصحيفة على أن نقطة عودة النازحين إلى شمال القطاع أصبحت شائكة وحساسة في مفاوضات وقف إطلاق النار المستمرة في القاهرة منذ مطلع الأسبوع الحالي، إذ “تعتقد إسرائيل أن عودة السكان إلى الشمال ستكون بمنزلة فوز سياسي لحماس”، حسب تعبير الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الوسطاء العرب والأميركيين اقترحوا هدنة قصيرة للقتال في قطاع غزة قد تستمر بضعة أيام، لكسب الوقت من أجل وقف إطلاق نار أطول بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان المتوقع أن يبدأ يوم 10 أو 11 مارس/آذار الجاري.
ويرى مراقبون بأن مفاوضات القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة دخلت “أكثر لحظاتها خطورة منذ أسابيع” بعد أن بدأت “وقتاً إضافياً”، مع بروز العديد من العقبات التي يحاول المفاوضون إيجاد حل لها.
فيما قال مسؤولون مصريون إن المحادثات الآن “في لحظة محفوفة بالمخاطر خلال وقت إضافي” بعد تدخل رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لإقناع حماس، الثلاثاء، بالبقاء يوماً إضافياً، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وذكر مسؤولون مصريون أن الطرفين على خلاف حول السماح للرجال في سن القتال بالعودة إلى شمال غزة خلال فترة وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أنه “لا يبدو أن أي من الجانبين على استعداد للتزحزح” عن موقفهما.
وأضاف المسؤولون أن هناك اتفاق على السماح للنساء والأطفال وكبار السن فقط بالعودة إلى هناك خلال توقف القتال، لكن مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر قال إن حكومة إسرائيل “لم تسمح بعودة أي من سكان غزة إلى الجزء الشمالي”، وفقاً لما ذكرته الصحيفة الأميركية.
وتطالب “حماس” بالسماح لعائلات بأكملها بالعودة إلى شمال غزة، وهو شرط يقول مدنيون من غزة إنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهم.
وذكر مسؤول إسرائيلي آخر أن إسرائيل لا تريد عودة المدنيين من جنوب غزة إلى الشمال “لأن حماس لا يزال لديها مقاتلون هناك”، مشيراً إلى أن تل أبيب “قلقة أيضاً من إمكانية تجمع مقاتلي الحركة بين المدنيين العائدين إلى شمال غزة، ما من شأنه أن يمكن حماس من استعادة قوتها”.
وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن “الأسئلة الرئيسية التي تريد إسرائيل الإجابة عليها هي: عدد السجناء الفلسطينيين الذين تريد حماس إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز تقوم الحركة بإطلاق سراحه، بالإضافة إلى التعرف على عدد المحتجزين الأحياء”.
وتطالب “إسرائيل” من “حماس” الإفصاح عن عدد المحتجزين المرضى وكبار السن والنساء الأحياء، وهو رقم تقول تل أبيب إنه حوالي 40، في حين تؤكد الحركة الفلسطينية أنها “بحاجة إلى بضعة أيام دون قتال لحساب الرقم”.
يذكر أن القاهرة تستضيف مفاوضات تجري بمشاركة مسؤولين من مصر وقطر و حركة “حماس” والولايات المتحدة، بشأن تهدئة في غزة على مراحل، بحيث تشمل وقف إطلاق نار وصفقة تبادل للأسرى.
وتضغط “حماس” من أجل انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة من أجل السماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم في الشمال، وضمانات بأن وقف إطلاق النار الدائم سيأتي بعد توقف يستمر 6 أسابيع، في مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.
في المقابل، تريد “إسرائيل” منح حماس “مهلة رمضانية” للإفراج عن المحتجزين قبل أن تبدأ ما تقول إنها عملية ضرورية في رفح، المدينة المجاورة للحدود المصرية، قائلة إن عليها تفكيك القوى العسكرية والحكومية لحماس لمنعها من العودة إلى السلطة بمجرد توقف القتال.