شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم، حشدا جماهيريا غير مسبوق في مسيرة ” معكم حتى النصر، والأمريكي لن يوقفنا”.
ورددت الحشود الهتافات والشعارات المؤكدة على التأييد والوقوف خلف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لنصرة فلسطين وردع العدو الصهيوني الغاصب حتى تحرير الأقصى الشريف والأراضي المحتلة.
ورفعت الجماهير العلمين الفلسطيني واليمني واللافتات المؤكدة على أن تحرك أبناء الشعب اليمني لنصرة الأشقاء في فلسطين يأتي انطلاقا من هويته الايمانية ومبادئه القرآنية وتعاليم الإسلام السامية معتمدا على الله ومتوكلا عليه، ونصرة المستضعفين في الأرض.
وأكدت أن الشعب اليمني يمتلك الموقف الموحد ويتصدر الشعوب العربية والإسلامية في الدفاع عن قضايا الأمة ومقدساتها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسيستمر في موقفه مع فلسطين رافعا شعاره بأعلى صوته ليسمعه كل العالم.
وأعلنت الحشود استعداد الشعب اليمني للمواجهة المباشرة مع اللوبي الصهيوني المتمثل في قوى الاستكبار الأمريكي والاسرائيلي والغربي وأنظمة العمالة والتطبيع والخيانة، وتجاوز كل العقبات لتحقيق الدعم والنصرة للأشقاء في فلسطين المحتلة.
وشدد المشاركون في المسيرة الكبرى على ثبات وصلابة موقف الشعب اليمني واستمرار أنشطته السياسية والإعلامية والعسكرية والثقافية والتعبوية والجماهيرية إيمانا وثقة بالله، ولن يخيفه أو يوقفه العدو الأمريكي.
وجددوا التفويض المطلق لقائد الثورة لاتخاذ كل القرارات والخيارات الاستراتيجية في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، حتى إيقاف حصاره وعدوانه الاجرامي على غزة والشعب الفلسطيني.
وهتفت الجماهير بشعارات الحرية والبراءة من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ونصرتهم بكل الوسائل المتاحة، كواجب ديني ووطني وإنساني.
ورفع المشاركون، أسلحتهم معلنين النفير والجهوزية التامة لخوض معركة الجهاد لتحرير المقدسات الإسلامية والأراضي الفلسطينية المحتلة ودحر العدو الصهيوني المجرم.
وخلال المسيرة توجه رئيس حكومة تصريف الأعمال بالتحية والتقدير لجماهير الشعب اليمني المحتشدة في ساحة ميدان السبعين بعد 84 يوما من العدوان على الأشقاء في فلسطين وتحديدا في غزة.
وقال :” في ظل العدوان الصهيوني الوحشي على هؤلاء المظلومين وجب على كل الأمة من محطيها إلى خليجها أن تقف متضامنة ومتآزرة مع أهلنا في غزة وفلسطين المحتلة، وهنا جاءت الصرخة المدوية من قبل قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن بوضوح وصراحة أن أهلنا في غزة لن يكونوا وحدهم، وستكون هذه الجماهير المحتشدة في هذه الساحة وبقية الساحات اليمنية إلى جانب أهلنا في غزة، وجاء قراره التاريخي بضرب كل السفن التابعة للعدو الصهيوني وكل السفن المتجهة نحو موانئه”.
واعتبر الدكتور بن حبتور هذه المساهمة إنسانية وقومية ودينية من شعب مظلوم حوصر وقتل لتسع سنوات ومع ذلك ينتصر لأشقائه في غزة لأن هذه هي النخوة والكرامة وهذا هو اليمن الذي ناصر الأمة العربية واليوم يناصر الأشقاء في فلسطين.
ولفت إلى أن قائد الثورة هو من أيقظ الضمير العربي والإسلامي والانساني لمواجهة هذا العدو الذي قتل إلى هذه اللحظة أكثر من 22 ألف شهيد، وأكثر من 55 ألف جريح.
وتساءل الدكتور بن حبتور :” ألم تحرك كل هذه الدماء والأرواح ساكنا في هذه الأمة وبالذات قادتها والمتواطئين على القضية الفلسطينية، الذين لا خير فيهم لا لشعوبهم ولا للأمة كلها”.. مؤكدا أن الأحرار في العالم العربي والإسلامي هم من وقفوا مع فلسطين وقطاع غزة.
وأشار إلى أن الأشقاء في فلسطين يتجرعون الويلات والآلام والدمار، ولهذا فإن الوقوف إلى جانبهم ومناصرتهم واجب يقوم به الأحرار في اليمن.
وقال “أما الذين يخافون من أمريكا ومن الدول الاستعمارية الأوروبية فإنهم لم يتعلموا الدرس بعد، فهناك دورس جرعتها الشعوب الحرة للمستعمرين الأمريكان والأوروبيين ومن هذه الشعوب العظيمة شعب فيتنام والجزائر وأفغانستان والعراق وأيضا اليمن الذي طرد المستعمر البريطاني من جنوب الوطن، ومن يعتقد أن أمريكا هي من تمسك بكل شيء فهو مخطئ”.
وتابع “نحن في اليمن نعلنها بوضوح وبصراحة تامة بأننا سنواصل السير خلف قائد الثورة من أجل الانتصار القادم بإذن الله، وهذه الحشود المليونية ستقف إلى جانب أهلنا في غزة والضفة الغربية، لتتحرر فلسطين من العدو الصهيوني الذي بسط على أرضها لأكثر من 75 عاما”.
ولفت رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى أن الكيان الإسرائيلي يقضي أيامه الأخيرة وستكون فلسطين بإذن الله وبعزم الرجال المقاومين الأبطال حرة من النهر إلى البحر.
وأوضح أن الجماهير اليمنية الحرة قد تمرست على النضال والصبر والجهاد لأكثر من تسع سنوات، فهي التي وقفت خلف قائد الثورة من أجل تحقيق النصر العظيم في فلسطين، ومساندة لأبطال المقاومة الذين يجرعون العدو الصهيوني المرارات التي يخفيها ليلة بليلة.
وأضاف ” من هذه الساحة نعلنها صراحة بأننا لن نبقى مكتوفي الأيدي وسنواصل الجهاد والكفاح ضد العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وسنواصل السير في دعم كل قرارات قائد الثورة والقيادة السياسية وكل الأحرار في اليمن”.
وتوجه الدكتور بن حبتور بالشكر لقائد الثورة الذي وحد الأمة من أجل أن تنتصر قضية فلسطين، والعار كل العار لكل العرب الصامتين على كل الجرائم التي تحدث كل دقيقة وساعة ويوم في قطاع غزة.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الكبرى، ألقاه نائب وزير الإرشاد بحكومة تصريف الأعمال العلامة فؤاد ناجي، ان استمرار العدو الصهيوني المجرم والنظام الأمريكي المستكبر في ارتكاب المجازر الوحشية والمروعة بحق الأشقاء في فلسطين يكشف العمق الاجرامي المتجذر لهذا اللوبي الصهيوني اليهودي.
وأشار إلى ما يشاهد اليوم من إعدامات ودفن جماعي للأحياء وإعدام للنساء الحوامل وقتل للأطفال والنساء وتجويعهم وتشريدهم وتعرية الأسرى لإهانتهم وإذلالهم في جرائم تفضح تشدقهم بالحقوق والحريات والإنسانية، وتثبت للعالم المخدوع بهم حقيقة هذا اللوبي المجرم.
وأكد البيان، أهمية الاستمرار في الخروج الجماهيري في المسيرات والمظاهرات والمشاركة في الانشطة المتعددة نصرة لفلسطين وإحياء للقضية الفلسطينية ومباركة لعملية طوفان الاقصى المستمرة، وتنديدا بالجرائم البشعة المستمرة التي يرتكبها اللوبي الصهيوني اليهودي المتمثل في قوى الاستكبار الأمريكي والاسرائيلي والغربي.
وبارك العمليات البطولية للقوات المسلحة اليمنية في القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية، والتي أثلجت صدور كل الأحرار في العالم، وبددت المستحيل في نظر الشعوب.
كما بارك بيان المسيرة، العمليات البطولية المستمرة للمجاهدين في فلسطين المحتلة وخصوصا في قطاع غزة وصمودهم الأسطوري الذي أذهل العالم، وكذا العمليات البطولية في جنوب لبنان وبلاد الرافدين.
وثمن المواقف الرافضة لتحالف حماية السفن الإسرائيلية وعسكرة البحر الأحمر واستشعار خطورة المشاركة وما قد يترتب عليه من تبعات سياسية واقتصادية.
وجدد البيان، مطالبة الشعب اليمني للقوات المسلحة باستمرار العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية أو المتعاونة مع العدو الصهيوني المجرم حتى يرفع الحصار عن إخوانه في غزة المحاصرة.
واعتبر مواقف الدول العربية التي تسعى لفتح جسر بري لإمداد الكيان الصهيوني، قمة الخزي والعار، كما أن الشعوب التي تمر عبرها هذه الامدادات ولا تتخذ موقفا منها فإن لعنة التاريخ ستلاحقهم إلى آخر أيام الدنيا.
وأعلن الاستمرار الفاعل والقوي في الحشد والتعبئة والتدريب والتأهيل لكتائب طوفان الاقصى الشعبية التي أصبحت على جهوزية عالية واستعداد قتالي كامل لخوض أي معركة قادمة مع العدو الصهيوني والأمريكي أو من يضع نفسه في خط المواجهة دفاعا عنهم وحمايتهم.
واستهجن البيان التصريحات الامريكية المتبجحة بأنها لم تطلب من العدو الصهيوني المجرم وقف الحرب، والدعم الواضح والمشاركة الصريحة في جرائم العدو الصهيوني بحق الأشقاء في غزة وفلسطين بينما تتجه في أماكن أخرى لتحاول تقديم نفسها بعناوين مخادعة أنها راعية السلام والحقوق وعلى العالم تصديقها في أقوالها وليس النظر إلى جرائمها وأفعالها.
وأدان صمت وخذلان الأنظمة العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني واستعراض العضلات والجيوش والمقاطعات الدبلوماسية والاقتصادية ولغة التهديدات ضد بعضهم البعض، بينما تتجمد مشاعرهم وتخرس ألسنتهم وتتلاشى جيوشهم أمام مواجهة العدو الصهيوني المجرم المنهزم والذي أسقطت هيبته العسكرية والامنية والاستخباراتية عملية طوفان الأقصى المباركة.
ودعا البيان، الشعوب العربية والإسلامية وكل من تحركه الإنسانية والمنادين بالحقوق والحريات وحق العيش من مختلف شعوب العالم إلى الاستمرار في الضغط الجماهيري بالمسيرات والمظاهرات والوقفات والتحقيقات وكل المواقف التي تعبر وتبرز السخط العالمي ضد الجرائم والمجازر المستمرة في فلسطين المحتلة على أيدي الأمريكيين والصهاينة.
ولفت إلى الجرائم والمجازر الصهيونية والأمريكية التي وصلت إلى مستوى التمثيل بالجثث وسرقة الأعضاء وتعرية الأسرى في الشوارع والإعدامات الجماعية ودفن المدنيين أحياء وإعدام النساء الحوامل في تحد للإنسانية والقوانين الدولية وبتواطؤ وصمت مريب من قبل المجتمع الدولي ومنظماته العالمية.
وجدد البيان، دعوة الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار الأمة والعالم إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة للكيان والتي أصبحت سلاحا فعالا ظهرت ملامحه في الانهيار الاقتصادي الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام اليهودية وتصريحات الصهاينة وخبراء الاقتصاد في العالم.
وتخللت المسيرة قصيدة لشاعر تهامة أسد باشا ترجم من خلالها موقف الشعب اليمني القوي في مساندة الشعب الفلسطيني بكل قوة وعنفوان.
وشهدت المحافظات والمدن اليمنية مسيرات شعبية كبرى إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، ودعماً للعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني دعماً لأبناء قطاع غزة.