يبدو أن بعض سمات المباني الحديثة تسبب أضرارا صحية واضحة، حيث أنها تمنع الاتصال بالعديد من الميكروبات في البيئة الطبيعية، ما يؤدي إلى آثار سلبية على تنوع الميكروبيوم البشري.
وأدى نمط الحياة في المجتمعات الصناعية إلى الاستنزاف التدريجي لتنوع الميكروبيوم البشري، ما ساهم في تطور “الأمراض البيئية”، مثل مرض السكري النوع 2 أو الاضطرابات التنكسية العصبية.
وقال علماء المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة (CIFAR) في تورونتو، إن المباني تخلق منافذ جديدة لمضيفي الأمراض وناقلاتها، أو تركيز النفايات والمواد السامة، أو تقليل التهوية ودخول ضوء الشمس.
وعلى سبيل المثال، تخلق البيئة المبنية خزانات جديدة من الميكروبات الضارة المتكيفة مع البشر، أو تقلل من تعرض الأفراد للميكروبات المفيدة.
وستغير النظرة الثورية الشاملة للكائنات الحية والميكروبات “كوحدة وظيفية”، حدود التخطيط الحضري في العالم.
ويقدم العلماء وجهات نظر علمية وتطبيقية مبتكرة لتطوير بنية مستقبلية صديقة للميكروبيوم، والتي ستسمح مرة أخرى بالاتصال البشري الطبيعي والصحي مع الكائنات الحية الدقيقة في البيئة المبنية.
ويتمثل الهدف النهائي في تخطيط وبناء المباني في المستقبل بطريقة لا ينصب فيها التركيز على العزلة الكاملة عن البيئة الطبيعية الميكروبية. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق استخدام مواد بناء أقل سمية وخلق نفاذية هيكلية أكبر بشكل عام للتأثيرات الخارجية، وخاصة الميكروبية.