google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

قراءة في تسمية حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين؟

د. محمد مشتهى
منذ أن إنطلقت حركة الجهاد الإسلامي، لماذا لم تسمِّ نفسها ب “الجهاد الإسلامي الفلسطيني”، وسمّت نفسها بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين؟، لعل من اختار الإسم كان يستحضر معه دور الأمة في فلسطين، تلك التسمية ربما تعني أن أي جهاد ذو طابع إسلامي يجب أن يكون في فلسطين مع عدم إغفال دور الحركة الإسلامية في بلدانها، هذا الجهاد وإن إنطلق من أي مكان في العالم يجب أن يكون مكانه أرض فلسطين كونها هي مركز الصراع الحقيقي بين تمام الحق وتمام الباطل كما قال الشهيد المؤسس د. فتحي الشقاقي “رحمه الله”، ففلسطين هي قلب المشروع الإسلامي، وهي الأيديولوجيا، وهي البوصلة للمسلمين جميعاً، فكلمة “في فلسطين” لا تعني إقتصار الجهاد وقتال الفلسطيني للعدو داخل حدود فلسطين وإن كان ذلك ذو أهمية قصوى، وهذا هو جوهر منطلقات حركة الجهاد الإسلامي التي تميزت فيه منذ انطلاقتها، حيث كان غيرها يدعو للجهاد لكن ليس في فلسطين.

لقد جاءت حركة الجهاد الإسلامي لتصحح خلل كبير في مفهوم الجهاد، وكان للمؤسسين الأوائل الفضل بعد الله عز وجل في تصحيح هذا الخلل وعودته لمساره الصحيح، حيث كان الكثير من الشباب المُسلم يذهب ليجاهد في أقاصي الأرض وينسى فلسطين التي هي أرض الجهاد.

ومن هذا المنطلق يكون الجهاد ليس حكراً على الفلسطينيين وحدهم، وكذلك ليس حكراً على إبن الجهاد الإسلامي كتنظيم، بل هو مشروع يعني كل فرد ينتمي إلى الأمة الاسلامية، فالجهاد في فلسطين كما تأدية الصلاة عند المسلمين، كما يردد دوماً أمين عام حركة الجهاد الإسلامي المجاهد زياد النخالة “حفظه الله”: الذهاب لقتال العدو في فلسطين كما الذهاب إلى الصلاة، وكلاهما إلتقاء الروح بخالقها.

منذ إنطلاقة حركة الجهاد الإسلامي وهي تعتقد بأنه لا يمكن أن تنهض الأمة الإسلامية وفلسطين والمسجد الأقصى تحت الاحتلال، لذلك رهنت الحركة نهضة الأمة الإسلامية بتحرير فلسطين، وبالتالي أصبح على كل مسلم حريص على نهضة الأمة عليه أن يجاهد في فلسطين، وعليه أن يفعل كل ما بإستطاعته كي ينال شرف الجهاد فيها، سواء بالتظاهر، بالإعلام، بالمال، بالخبرة، بالتكنولوجيا، أو بالسلاح، أو بأي شيئ حسب قدرته وإمكاناته، لأن فلسطين هي قلب الأمة، وأمة بلا فلسطين، أمة بلا قلب كما قال د. رمضان شلح “رحمه الله”.

كل ما سبق هو ينسجم مع شعارات ومنطلقات وأهداف حركة الجهاد الإسلامي التي ربطت نفسها بالمشروع الإسلامي الكبير، وبذلك يكون مؤشر نهضة الأمة هو فلسطين، فإذا كانت فلسطين بعزة وكرامة فالأمة ستكون بعزة وكرامة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.