يحي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ76 للنكبة، والذي يوافق 15 من أيار/مايو من كل عام .. لكنه هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، فهو يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
النكبة الفلسطينية، والتي احتلت فيها أجزاء كبيرة من فلسطين التاريخية؛ ليُقام عليها كيان إسرائيلي محتل، مازال منذ 76 عاما ينكل بأبناء الشعب الفلسطيني، وينتهك حقوقه، ويستولي على أراضيه، ففي العام 1948، وكان ضحيتها تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة.
وأسفرت “عملية التطهير” آنذاك عن ارتباك العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحقّ الفلسطينيين، أدّت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
وبعد أكثر من 7 عقود على نكبة 1948 يعيد جيش الاحتلال، إنتاج نكبة جديدة بحق الفلسطينيين بعدوانه المتواصل على قطاع غزة، فبحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أدت حرب الإبادة إلى استشهاد 35173، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة 79061 مواطنا، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
كما تسبب العدوان على غزة في تدمير 75% من مدينة غزة، وتحويل خمسة مستشفيات إلى ركام والتسبب في جعل 60 في المائة من المنشآت الصحية متضررة أو مدمّرة، عدا عن تضرر أكثر من 70% من المدارس بمعدل 408 مدرسة من أصل 563، مع الإشارة إلى أن مباني 53 مدرسة دمرت بالكامل، وتضرر 274 مبنى آخر جراء النيران المباشرة.
وأدت عمليات الجيش الإسرائيلي في مناطق القطاع، إلى تهجير نحو 80% من السكان، عبر إصدار أوامر الإخلاء التي ما تزال تصدرها سلطات الاحتلال، وكان آخرها تهجير المواطنين من مدينة رفح والتي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح.
وتقام فعاليات ذكرى النكبة هذا العام تحت شعار: “رغم الإبادة باقون، ورغم التهجير عائدون”.
وقد أعلنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى سلسلة فعاليات في كل المحافظات الفلسطينية، في حين ستكون الفعالية المركزية في مدينة رام الله، حيث ستنطلق مسيرة من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.