google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية
الشهيد القائد محمد الشيخ خليل

الشهيد “محمد الشيخ خليل” قائد من الطراز الأول أذاق العدو الويلات

محمد الشيخ خليل أو “الهشـت”، اسمٌ له وقعه في نفوس الفلسطينيين، كيف لا وهو الذي أثلج صدورهم مراراً وتكراراً بعملياتٍ نوعية كانت مؤلمةً على أعداء الله، نعم لقد تربى محمد الشيخ خليل على حب الجهاد والمقاومة ليكون فارساً من فوارس الشعب الفلسطيني الذين رسموا بدمائهم الزكية آياتٍ عبقة عززت في نفوس شعبنا المعطاء روح الإصرار والعزيمة والتحدي لاسترداد أرضهم وعرضهم من دنس المحتل الغاصب.  

أبا خليل يا صوت الحق الصادح بالخير والأمل والبشرى لتكرس في خلجات نفوسنا منهاج عقيدتك الراسخة والمتينة، يا حامل عبق الانعتاق من الذل والمهانة، ليؤكد شعبك الذي لطالما دافعت عنه أن خيارك هو الخيار الأمثل في زمنٍ تقاعس فيه حاملو الشعارات الرنانة بحجج واهية، وخذلك فيه من يدعون أنهم حريصون على مصلحة شعبك من أجل إرضاء أمريكا ومن خلفها دولة الاحتلال.

ميلاد القائد

كانت مدينة رفح الصمود والمقاومة بتاريخ 1-11-1973م، على موعدٍ مع مولد رجلٍ قدر الله عز وجل أن يكون فيما بعد رمزاً من رموز الجهاد والمقاومة على الساحة الفلسطينية، ولد الشهيد القائد محمد خليل الشيخ خليل (أبو خليل) لأسرة فلسطينية لاجئة تعود جذورها إلى بلدة (سوافير غربي) داخل أراضينا الفلسطينية المحتلة عام 1948م.  

درس الشهيد القائد محمد الشيخ خليل المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة رفح، حيث كان من الطلاب المواظبين على الدراسة والمشهود لهم بمدى حرصهم على عدم إضاعة الدروس، وفي العام 1987م، اندلعت الانتفاضة الأولى فشارك شهيدنا مثله مثل أقرانه في فعالياتها، لكنه سرعان ما تميّز عن أقرانه حيث حاول إيقاع خسائر في صفوف الصهاينة لتتم مطاردته من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، حتى استطاع الذهاب للبنان عام 1989م.

سجل الشرف الجهادي

في لبنان تلقّى الشهيد القائد محمد الشيخ خليل دورات عديدة على كافة أنواع الأسلحة، ليصبح خبيراً ومميزاً، حيث أنه تلقى حوالي 13 دورة عسكرية مكثّفة حيث كان في كل من هذه الدورات الشخصية المميزة والتي تحظى على إعجاب مدربيه.  

بعد توقيع اتفاقية «أوسلو» عام 1993، قرر القائد محمد الشيخ خليل العودة إلى قطاع غزة، ليستعيد دوره الجهادي ولكن هذه المرة بشخصيةٍ معدة إعداداً جيداً، ليتم اعتقاله أثناء عودته من قبل السلطات المصرية.  

بعد ذلك دخل القائد محمد الشيخ خليل إلى قطاع غزة، ليكون له الشرف أن يكون أحد الذين شاركوا في تنظيم صفوف الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من جديد في انتفاضة الأقصى ليعمل أبناء الجهاد الإسلامي تحت مسمى جديد وهو “سرايا القدس” حيث واصل الشهيد القائد محمد رحلته الجهادية خلال انتفاضة الأقصى ليكون أبرز القادة العسكريين للسرايا في القطاع حيث نال كرامة الإشراف والتخطيط للعديد من العمليات.

شقيق الشهداء ونجل الخنساء

ليس غريباً على هذه الأسرة العظيمة التي تنحدر من عائلة الشيخ خليل المجاهدة، أن تخرج أربعة أشقاء شهداء خامسهم الشهيد محمد، ليكون كل شهيد منهم وقوداً يشعل في محمد عزيمة ليس بعدها عزيمة في أن يوجّه اللكمة تلو اللكمة لأعداء الله مكبداً إياهم خسائر فادحة.  

أشرف وشرف ومحمود، وأحمد هم أشقاء فارسنا المعطاء القائد محمد الشيخ خليل ولكل فارس من هؤلاء الفرسان حكايته مع الشهادة فأشرف ارتقى إلى العلا في اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1-7-1991م في عملية «بليدة» بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في لبنان.  

أما شرف فاستشهد خلال اشتباكٍ مسلح في وسط البحر بالقرب من مخيم «نهر البارد» شمال لبنان، حيث كانت عمليته ضمن التصدي لقوات الإنزال البحري الصهيوني على لبنان بتاريخ 2-1-1992م.  

أما شقيقه محمود فارتقى شهيداً، عندما أطلقت طائرة استطلاع صهيونية صاروخاً على منزل القائد محمد في مخيم يبنا برفح في محاولةٍ فاشلة لاغتياله، في أكتوبر/ تشرين أول في العام 2004م، حيث يعد محمود من أبرز قادة وحدة التصنيع العسكري في سرايا القدس.

أما شقيقه أحمد فارتقى شهيداً، عندما اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني داخل موقع للمقاومة في رفح جنوب قطاع غزة وارتقى برفقته 4 من أبرز مجاهدي وحدة الهندسة والتصنيع، في 29 من أكتوبر/ تشرين أول من العام 2011م، حيث يعد أحمد قائد وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس.

توفيت والدته الحاجة فاطمة يوسف الجزار (أم رضوان الشيخ خليل ) والملقبة بـ (خنساء الأمة) بتاريخ 21/6/2016م عن عمر يناهز (75 عاماً)، بعد رحلة حافلة بالخير والعطاء وتنشئة الأبناء على حب الوطن والجهاد في سبيل الله –تعالى- وقد قدمت خمسة من أبنائها شهداء على درب الحرية والكرامة وتحرير الأرض ورفع لواء الإسلام العظيم، وجميعهم من قادة ومجاهدي سرايا القدس.

في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2001م، كان شهيدنا القائد محمد برفقة عددٍ من المجاهدين الأخيار في مهمة جهادية ليشاء الله أن تبتر ساقه الطاهرة وكذلك باقي أفراد المجموعة المصاحبة له، ولعل أبرزهم الشهيد القائد ياسر أبو العيش.  

أَبرز عملياته النوعية

– عملية رفيح يام الاستشهادية التي نفذها الاستشهاديان أيمن الجزار وطارق أبو حسنين بتاريخ 6-4-2002م، في مغتصبة رفيح يام غرب رفح جنوب قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.

– عملية كيسوفيم المشتركة والتي نفذت بتاريخ 2-5-2004م، واستهدفت موكب سيارات للمغتصبين قرب كيسوفيم، ومنفذها الاستشهاديان ابراهيم حماد من سرايا القدس وفيصل أبو نقيرة من ألوية الناصر صلاح الدين، وأسفرت عن مقتل 5 صهاينة وإصابة آخرين.

– عملية إطلاق قذيفة R.B.G تجاه دبابة صهيونية في محور فيلادلفيا على الحدود المصرية جنوب القطاع، بتاريخ 12-5-2004م، وأسفرت عن مقتل ضابط و (4) جنود صهاينة وإصابة (6) آخرين، ونفذها الشهيد القائد محمد الراعي.

– عملية فتح خيبر المشتركة والتي نفذت بتاريخ 23-9-2004م، في مغتصبة موراج جنوب القطاع، ونفذها الاستشهاديون محمد العزازي من سرايا القدس وعماد أبو سمهدانة من ألوية الناصر صلاح الدين ويوسف عمر من كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، وأسفرت عن مقتل 5 جنود صهاينة وإصابة آخرين.

– عملية الفتح المبين الاستشهادية والتي نفذت بتاريخ 12-1-2005م، في مغتصبة موراج جنوب القطاع، ونفذها الاستشهاديان شاكر جودة وعلاء الشاعر، وأسفرت العملية عن مقتل 4 جنود صهاينة بينهم ضابط كبير وإصابة آخرين.

– عملية جسر الموت المشتركة والتي نفذت بتاريخ  23-7-2005م، في حاجز أبو هولي قرب موقع كوسوفيم، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين ونفذها الاستشهاديان يحيى أبو طه من سرايا القدس وطارق ياسين من كتائب الأقصى، وأسفرت عن مقتل 3 صهاينة وإصابة 5 آخرين.

رحيل القائد

الاحتلال من جهته ركّز بشكل كبير على استهداف الشهيد القائد محمد الشيخ خليل، واعتبره من أهم المطلوبين له، حيث تعرّض لأربع محاولات اغتيال باءت كلها بالفشل، وكان آخر محاولات الاغتيال الفاشلة تلك التي حدثت عندما أطلقت طائرة صهيونية صاروخاً على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر تشرين الأول/أكتوبر لعام 2004م، إلا أنه لم يكن موجوداً في المنزل لحظة القصف، وأدت محاولة الاغتيال هذه إلى استشهاد شقيقه محمود، وقد تمكنت طائرات الاستطلاع الصهيونية مساء يوم الأحد الموافق 25-9-2005م، من اغتيال الشهيد القائد محمد الشيخ خليل بعد أن قصفت سيارته بينما كان يسير على الطريق الساحلي لمنطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده ومرافقه الشهيد القائد نصر برهوم وإصابة عدد من المارة.

تعليق العدو

بعد اغتيال الشهيد القائد محمد الشيخ خليل انتاب قادة الكيان الصهيوني حالةً من الفرح الشديد حيث صفق المئات من أعضاء مركز الليكود الصهيوني عندما أعلن رئيس مركز الليكود الوزير تساحي هنغبي على الملأ أن الجيش الصهيوني اغتال الشهيد القائد محمد الشيخ خليل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، حيث قال هنغبي: «إننا نحيي الوزير شاؤول موفاز على هذا الإنجاز الرائع بحق أخطر المطلوبين الذين آذوا الكيان الصهيوني كثيراً»، حسب تعبير الوزير الصهيوني.

مقتطفات من كلام الشهيد

ـ «نحن نؤكد من جديد أننا ضد أية محاولة للتخلي عن السلاح أو إلقاءه طالما أن المحتل لا زال جاثماً على أرضنا.. سلاحنا ليس للمساومة أو الابتزاز أو البيع أما أن تعرض علينا السلطة مقايضته بأي شيء فهذا مرفوض وغير مقبول لدينا».  

ـ «العدو الصهيوني لا ينتظر المبررات للتصعيد ضد شعبنا ولا ينتظر الحجج، فهو عدو قائم على القتل والإرهاب، سواء كانت هناك مقاومة أو لم تكن، فهو لا يحتاج إلى أعذار». 

Leave A Reply

Your email address will not be published.