كشفت صحيفة إسرائيلية -اليوم الاثنين- عن وصول نحو 35 ألف طن أسلحة وذخائر، غالبيتها من الولايات المتحدة، على متن أكثر من 300 طائرة ونحو 50 سفينة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت “إسرائيل اليوم” أن جزءا صغيرا من الشحنات جاء من دول عدة لكن المورد الرئيسي كان ولا يزال الولايات المتحدة، مضيفة أن شحنات الأسلحة و”الدعم الأميركي الواضح سمح للجيش الإسرائيلي بالقتال في غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية، مع الحفاظ على استعداده للحرب في الشمال ضد حزب الله في لبنان”.
واستدركت الصحيفة قائلة إن كبار المسؤولين الأمنيين “يشعرون بالقلق” إزاء احتمال إبطاء الولايات المتحدة إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، في ضوء التوتر المتزايد بين الحكومتين بشأن غزة.
ونقلت عن مصادر إسرائيلية لم تسمها القول “منذ بداية الحرب، لم يكن هناك تباطؤ في إرسال شحنات الأسلحة، ولكن الأيام الأخيرة شهدت تزايد المخاوف بشأن إمداداتها وسط الخلافات القاسية بين كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وأضافت المصادر أنه يمكن للولايات المتحدة أن تمارس أعمالها ظاهريا كالمعتاد، لكنها في الواقع تبطئ إرسال الشحنات عبر إيجاد عقبات بيروقراطية عديدة دون أن تقول صراحة إنها تؤخر التسليم.
وأشارت إلى أن قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية “يتزايد الأيام الأخيرة بشأن إرسال الأسلحة والذخائر، وسط ما يبدو أنه تحول في سياسة البيت الأبيض الذي يحاول التمييز بين دعمه لإسرائيل” والإسرائيليين، وبين “دعمه لحكومة نتنياهو”.
وقالت “إسرائيل اليوم” إن خلاف الطرفين يدور حول قضايا عدة، لكن بحسب مصادر مطلعة، فإن السبب الرئيسي لتصاعد اللهجة هو انعدام الثقة التام بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو التي لم تصدر حتى الساعة أي إفادة رسمية بشأن حجم الأسلحة والذخائر التي تلقتها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وشددت على أن اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة لا يقتصر على شحنات الأسلحة فحسب، إذ تعتمد أيضا على دعمها في الأمم المتحدة عبر استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي تحرك لوقف الحرب بشكل دائم.
ومنذ اندلاع الحرب، تقدم واشنطن لتل أبيب أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى في ظل ما يظهر أنها خلافات بين بايدن ونتنياهو بشأن العدد الضخم من الضحايا المدنيين، وقيود تل أبيب على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، فضلا عن مستقبل غزة بعد الحرب.
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي يعيش فيه حوالي 2.3 مليون نسمة، مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود حوالي مليوني نازح بالقطاع المحاصر منذ 17 عاما.