سيناريوهات ما بعد العملية البرية المحتملة في غزة
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرا قالت فيه إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لغزو بري لقطاع غزة، من أجل تحقيق هدف واحد واضح، وهو تدمير قدرة حماس على الحكم هناك، إلا أنها لم توضح ما يمكن أن يحدث بعد ذلك؛ حيث لا توجد سيناريوهات جيدة.
ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، التي أدلى بها، الجمعة الماضي، بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في تل أبيب؛ حيث قال: “سوف ندمر حكم حماس، سنقضي على القدرات العسكرية لحماس، وسوف نتأكد من عدم وجود هذا التهديد على حدودنا، وسوف تكون طويلة، سيكون قاتلًا، وسوف تكون قوية، وسيكون كذلك إلى الأبد”.
وأكدت الصحيفة، أنه يتعين على القادة الإسرائيليين أن يجيبوا عن سؤال مهم آخر: ماذا يأتي بعد حماس؟ إنه بالنسبة لهم، لا توجد بدائل جيدة، كما يقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، وتتراوح الاحتمالات بين إعادة احتلال عسكري إسرائيلي مباشر لغزة، أو الانسحاب الكامل بعد الحرب والسماح للفلسطينيين بإدارة الأمر بأنفسهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن معاقبة المسؤولين عن الهجوم على مستوطنات غلاف غزة الذي أسفر عن مقتل حوالي 1300 إسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع أكثر أهمية بالنسبة لكثيرين في جميع أنحاء إسرائيل من معرفة ما سيحدث بعد حماس.
وقال جاكوب ناجل، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو على اتصال بالمسؤولين الحكوميين: “أنا لا أهتم.. من الأهم بكثير التصرف وإنهاء المشكلة، وبعد ذلك يمكننا أن نقرر ما يجب القيام به”.
وأضاف ناجل: “كنت أقول: فكر ثم اعمل، ما حدث في نهاية هذا الأسبوع غيّر كل قواعد اللعب”، ويجد وجهة نظره صدى لدى القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين من مختلف الأطياف السياسية.
وأفادت الصحيفة بأن أحد المسؤولين الأميركيين، قال “إنه لا توجد مناقشات تذكر حتى الآن مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن اليوم التالي، مبينة أن المعضلة التي واجهت قادة الولايات المتحدة بعد الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، عندما مهّد الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة في أفغانستان الطريق أمام أمريكا لغزو العراق، الذي أصبح احتلالاً مكلفاً لمدة 10 سنوات.
وأضاف المسؤول أنه يتعين على إسرائيل أن تفكر في العواقب وألا تتسرع في حرب بدون استراتيجية خروج، مبرزا أنه “لا توجد خطة، إذا دمرتم حماس، ما الذي سيملأ الفراغ؟ أنت تدمر القاعدة وتحصل على داعش، إذا دمرت حماس، فستحصل على نسخة جديدة من حماس”.
وأضافت الصحيفة أن “إسرائيل خاضت أربع حروب في قطاع غزة مع حماس منذ أن سيطرت الجماعة المقاومة على القطاع المعزول في البحر الأبيض المتوسط في عام 2007، إلا أن هذه المرة ستكون مختلفة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل لم تسع، في الماضي، إلى تحقيق نصر حاسم في غزة، لقد تعاملت إسرائيل مع حماس فعلياً باعتبارها شراً لا بد منه على حدودها الجنوبية، وعدواً خطيراً لم تتمكن من القضاء عليه خوفاً من أن يحل محلها شيء أسوأ”.
وذكرت الصحيفة أنه “خلال السنوات الستة عشر من حكم حماس في غزة، نجح القادة الإسرائيليون في تحقيق انفراجة غير مستقرة مع مقاتلي حماس، وتبنوا فكرة مفادها أن هدف الجماعة المتمثل في تدمير إسرائيل سوف يتراجع مع اكتسابها السلطة السياسية ومسؤوليات حكم غزة، وسمحت إسرائيل لقطر ودول أخرى في المنطقة بضخ مليارات الدولارات إلى غزة لضمان حصول سكانها على الغذاء والطاقة والمياه النظيفة”.
وتابعت الصحيفة بأن “إسرائيل ردت على الهجمات الكبرى بحملات عسكرية عقابية تهدف إلى ردع حماس وإضعاف قدرة الجماعة المسلحة على تنفيذ ضربات مستقبلية”؛ ولقد أطلق المسؤولون الإسرائيليون على هذه الاستراتيجية اسم “قص العشب”، وهي طريقة لتقليص المشكلة التي لم تعالج القضايا الأساسية، وقد تبنى القادة الإسرائيليون من كافة وجهات النظر السياسية هذا التوجه، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قلة البدائل الجيدة.
وزعمت الصحيفة أن الهجوم على الإسرائيليين، في نهاية الأسبوع الماضي، قد أدى إلى تغيير هذه الاستراتيجية. والآن، تستعد إسرائيل لأكبر حملة عسكرية لها على الإطلاق في غزة، وهي حملة تهدف إلى إنهاء حكم حماس بشكل حاسم. وإذا تمت الإطاحة بحماس فعلياً، فإن أحد الخيارات يتلخص في أن ترسل إسرائيل قواتها لإعادة احتلال قطاع غزة، كما فعلت حتى عام 2005.
وقالت الصحيفة إن “إسرائيل سيطرت على قطاع غزة لعقود من الزمن بعد أن استولت عليه من مصر خلال حرب الأيام الستة عام 1967. وتخلت عن السيطرة السياسية على القطاع للفلسطينيين في التسعينيات وسحبت إسرائيل كل قواتها العسكرية وآلاف المستوطنين في عام 2005”.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لا ترغب في إرسال قوات عسكرية مرة أخرى لفرض حكم عسكري على قطاع غزة.