أقال رئيس أركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الخميس، قائد لواء “ناحال”، ضمن سلسلة إجراءات عقب قتل قواته 7 من موظفي لجنة دولية إغاثية، الاثنين الماضي.
وقالت القناة /14/ العبرية إنّ هاليفي “اتخذ سلسلة من الإجراءات الصارمة في أعقاب مقتل عمال الإغاثة من منظمة الغذاء العالمي، من بينها إقالة رئيس لواء ناحال في الجيش (أحد ألوية النخبة المشاة في الجيش)”.
وأشارت القناة إلى أنّ هاليفي “قرر إقالة ضابط كبير آخر في اللواء، كما سيوبخ قائد المنطقة الجنوبية في الجيش، وقائد الفرقة (162) المدرعة”.
يأتي ذلك بعد مكالمة هاتفية بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، بحثا خلالها اغتيال عمال الإغاثة الـ7 بنيران الجيش الإسرائيلي، وفق هيئة البث الرسمية.
ومساء الاثنين الماضي، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 7 موظفين أجانب يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وقالت دولة الاحتلال الخميس إنها “ستعدل أساليبها الحربية في غزة بعد مقتل سبعة من العاملين في مجال الإغاثة في ضربات أقر الجيش بأنها خطأ كبير وتعهد بنشر نتائج التحقيق سريعا.
وتقول الأمم المتحدة إن 196 عامل مساعدات على الأقل قتلوا في غزة منذ أكتوبر تشرين الأول. وعبر قادة الاحتلال عن أسفهم عما وصفوه بخطأ جسيم في تحديد قافلة المنظمة ليلا داخل منطقة قتال معقدة. في حين قال الطاهي خوسيه أندريس مؤسس ورلد سنترال كيتشن إن الجيش الإسرائيلي استهدف القافلة “بشكل ممنهج” رغم علمه بتحركات موظفي المنظمة.
وقال يسرائيل زيف، وهو جنرال متقاعد بالجيش كان يقود فرقة غزة في السابق، إن سبب الحادث ربما يعود لزيادة عدد الضباط الأصغر الذين سمح لهم الجيش بأن يعطوا أوامر شن ضربات جوية.
وأوضح زيف أنه في الفترات الأهدأ تحتاج مثل هذه العملية لضوء أخضر من قائد فرقة أو لواء لكن “يتغير الوضع تماما في وقت الحرب لأن عدد التهديدات لا ينتهي أبدا”.
وأضاف “إذا لم تسمح للرتب الأقل بمساحة أكبر في إطلاق النار، فإنك تعرض القوات والحرب للخطر”. وأشار زيف إلى أن إسرائيل تحارب من أجل تدمير القدرة العسكرية لحماس وحرمانها من المساعدات الإنسانية المرسلة إلى غزة.
وفي خطوة أولية للتكفير عن قتل موظفي “المطبخ المركزي العالمي”، قالت دولة الاحتلال إنها ستنشئ غرفة تنسيق عملياتية مشتركة مع وكالات الإغاثة الإنسانية، على أن تكون داخل القيادة الجنوبية للجيش حيث تتم إدارة المهام في غزة بشكل مباشر.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي شريطة عدم نشر اسمه إن عدد القوات البرية في غزة انخفض إلى حوالي ربع ما كانت عليه في ذروة الغزو وإنها تركز على المزيد من المهام المحددة وتأمين المناطق التي جرى احتلالها. وأضاف “ربما ساهم هذا في الشعور بالضعف. وتفضل القوات أن تكون في حالة هجوم بدلا من أن تكون ثابتة وربما عرضة للهجوم أو ترى العدو يعمل بحرية نسبيا”.
وأوضح قائلا “التحقيق يجب أن يحدد، من بين أمور أخرى، ما إذا كان هذا النوع من التفكير قد أثر على من قرر قصف القافلة”.