google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

ذي إنترسبت: منظمات أمريكية تنفق الملايين لدعم المتطوعين “المنفردين” في الجيش “الإسرائيلي” بقطاع غزة

كشف تحقيق لموقع “ذي إنترسبت”، أعدته جورجيا غي وأكيلا ليسي، عمّا تقوم به جمعيات غير ربحية أمريكية من نقل ملايين الدولارات للمتطوعين إلى الجيش الإسرائيلي للمشاركة في حرب غزة.

فقد نظّم متطوعون أمريكيون في الجيش الإسرائيلي حفلاً مع أحد كبار مؤيدي إسرائيل، بن شابيرو، في بلدة بوكا راتون بفلوريدا، والتقوا بعضوي مجلس النواب الجمهوريين برايان ماست ومايك لولر في واشنطن، وانضموا إلى عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز في قصر غرايسي.

وعلى سطح أحد المباني في مانهاتن، أواخر العام الماضي، احتسوا الكوكتيلات وأعادوا التواصل مع أشخاص التقوا بهم من قبل، من الداعمين لإسرائيل في حملة القصف والتهجير والتجويع في غزة.

وقد نظمت هذه الجهود منظمة “نيفوت”، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها نيويورك تدعم ما يُطلق عليهم بـ”الجنود المنفردين” الأمريكيين الذين ينضمون إلى الجيش الإسرائيلي. ومن بين فعالياتها القادمة رحلة علاجية إلى بنما للمحاربين القدامى “المنفردين” الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 58,000 شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وتشير تقديرات أخرى إلى أن عدد القتلى يصل إلى 80,000 أو أكثر.

وتعمل نيفوت في 22 ولاية أمريكية، وهي واحدة من بين 20 منظمة أمريكية تقوم بتقديم الدعم المباشر لبرامج “الجندي المنفرد”. وأنفقت هذه المنظمات، ومنذ عام 2020، وبحسب تحليل “ذي إنترسبت” لاستماراتها الضريبية، 26 مليون دولار لحشد الدعم والتجنيد لما يعرف بـ”الجندي المنفرد”، بدءًا من مرحلة التجنيد الأولى، وحتى إعادة الإدماج. وتقدم هذه المنظمات شققًا مدعومة وعلاجات ومنتجعات صحية ومعدات للوحدات العسكرية الإسرائيلية.

واستعرض الموقع استمارات ضريبية لمدة خمسة أعوام، حيث كُشف أن عام 2023 كان العام الأكثر ربحية على الإطلاق لبرامج الجنود المنفردين.

وبعد أن بدأت إسرائيل باستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط في أعقاب هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ضخ المانحون الأمريكيون تمويلًا لهذه المنظمات.

وفي الفترة من 2002 إلى 2020، خدم ما بين 3,000 و4,000 جندي من الجنود المنفردين في الجيش الإسرائيلي سنويًا، ثلثهم تقريبًا من أمريكا الشمالية. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشير التقديرات إلى أن 7,000 جندي من الجنود المنفردين من الولايات المتحدة وحدها التحقوا بالجيش الإسرائيلي أو عادوا إليه. وساعدت هذه البرامج في دعم الجيش الإسرائيلي الذي يواجه الآن أكبر أزمة تجنيد له منذ عقود.

وبينما يطيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمد الحرب على غزة حتى عامه الثاني، احتج المدنيون على حكومته، ورفض الجنود الالتحاق بخدمة الاحتياط. ومع رفض ما يُقدّر بنحو 100,000 جندي إسرائيلي الخدمة، يقدّم متطوعون من الولايات المتحدة ودول أخرى تعزيزات.

وفي العام الماضي، قدّر الجيش الإسرائيلي أن ما لا يقل عن 23,000 مواطن أمريكي يخدمون حاليًا، وهم مزيج من الجنود المنفردين والأمريكيين الذين هاجروا إلى إسرائيل مع عائلاتهم.

وتنشر منظمة “نيفوت” ومنظمات أخرى، على منصات التواصل الاجتماعي، صورًا ومقاطع فيديو وشهادات من جنود منفردين يخدمون في غزة.

في وقت سابق من هذا الشهر، روّجت نيفوت لفيديو يعلن عن يوم في ميدان الرماية بأنه “جرعة صغيرة من إطلاق النار الممتع”. ويقول رجل يرتدي زيًا عسكريًا كاملاً: “جميع الرجال هنا يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، والأغلبية تخدم في حرب غزة”.

وشجع فيديو آخر على إنستغرام قدامى المحاربين المنفردين على التواصل إذا كانوا يفكرون بالعودة إلى القتال.

وينصح أحد منشورات “نيفوت” المتابعين بـ”ما لا يجب أن يُسأل لجندي منفرد”، وبخاصة: “هل قتلت أحدًا؟” و”كم عدد القتلى هناك؟” و”هل كنت في غزة أم لبنان؟” و”هل أنت نادم على المشاركة؟”. ويحذّر المنشور من أن “هذه الأسئلة قد تبدو وكأنها استخفاف أو سياسية أو عاطفية”.

وفي الوقت الذي تم فيه التدقيق بشحنات الأسلحة الأمريكية من المشرّعين المنتخبين في الكونغرس وفي الأمم المتحدة، إلا أن آلاف الأمريكيين المدنيين الذين سافروا إلى إسرائيل للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي لم يحظوا باهتمام كبير.

وفي الولايات المتحدة، يقوم الجنود المنفردون بجولات خطابية لتطهير سمعة الجيش الإسرائيلي.

وقال الجندي المنفرد إيلي وينينغر في فعالية في كنيسة في ألاباما نظّمتها منظمة الجنود المنفردين “غروينغ وينغز”، ومقرها ماساتشوستس: “كدت أموت من أجل أطفال فلسطين”.

وتطرق وينينغر، المولود في لوس أنجلوس، إلى جوانب عديدة من حياة الجنود المنفردين، حيث تم تجنيده بعد مشاركته في برنامج الكشافة الشبابية “غارين تزابار”، وخدم مع الجيش الإسرائيلي في غزة، وعاد إلى الولايات المتحدة، وبدأ مؤخرًا وظيفة تطوعية كقائد شبابي مع منظمة “أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي” الأمريكية غير الربحية.

وفي حديثه بفعالية “غروينغ وينغز”، في وقت سابق من هذا العام، قال إنه تلقى تعليمات “بعدم قتل الأطفال الفلسطينيين. لا يوجد جندي واحد هناك يفعل ذلك”. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد قُتل أو جُرح أكثر من 50,000 طفل في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ولم يرد وينينغر على أسئلة الموقع للتعليق. ولم يعلّق لا الجيش الإسرائيلي ولا نيفوت ولا “غروينغ وينغز”.

ويحظر القانون الفدرالي التجنيد في الجيوش الأجنبية داخل حدود الولايات المتحدة، ولكنه يسمح بجمع التبرعات والترويج للتطوع الأجنبي.

ويرى الخبراء أنه من الصعب تحديد مدى تعارض جهود مساعدة المراهقين الأمريكيين على الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي مع السياسة الأمريكية بشأن القتال في الخارج.

ونقل الموقع عن ديفيد ماليت، الأستاذ المشارك في العدالة والقانون وعلم الإجرام بالجامعة الأمريكية، والذي يجري أبحاثًا حول المقاتلين الأجانب:

“تقول وزارة الخارجية بشكل أساسي على موقعها الإلكتروني إننا لا نريد أمريكيين يخدمون في الخارج.

لكن من الناحية الواقعية، نعلم أنه من الصعوبة بمكان فرض ذلك”..

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن المواطنين الأمريكيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي غير مطالبين بتسجيل خدمتهم لدى الحكومة الأمريكية.

يجب على المواطنين مزدوجي الجنسية الامتثال لقوانين كلا البلدين الذين يحملون جنسيتهما، بما في ذلك أي خدمة عسكرية إلزامية.

وقالت الوزارة إنه يتم تشجيع المواطنين الأمريكيين على مراجعة تحذيرات السفر الحالية لإسرائيل والضفة الغربية وغزة.

ويحظى الجنود المنفردون في داخل الشتات اليهودي باعتراف كبير، وأكبر من أي وقت مضى.

وقال ماليت: “أنا على دراية تامة بتزايد أعداد المتطوعين الذين يُرحب بهم في إسرائيل حاليًا.

يمكنكم رؤية المزيد من التقدير والجهود المبذولة لتكريم الجنود المنفردين الذين سقطوا، أكثر مما كان متوقعًا قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

Leave A Reply

Your email address will not be published.