تستجيب خلايا الجلد بشكل مختلف حسب شكل الجرح، حيث تتحرك على الحواف المحدبة إلى الأمام مكونة نتوءات، بينما تنقبض على الحواف المقعرة ساحبة النسيج.
واكتشف الباحثون أن المسؤول عن هذا السلوك هو الشبكة الإندوبلازمية (ER)، وهي عضية داخل الخلية يتغير شكلها اعتمادا على انحناء الجرح.
ففي المناطق المحدبة، يتخذ شكلا أنبوبيا، بينما في المناطق المقعرة يصبح شبيها بالأوراق، ما يحدد كيفية حركة الخلية، أي ما إذا كانت تتحرك إلى الأمام أو تنقبض.
وترتبط هذه التغيرات بنشاط الهيكل الخلوي الذي يضم الأكتين والأنيبيبات الدقيقة.
وبالتالي، تربط الشبكة الإندوبلازمية (ER) داخل الخلية بين شكل الجرح وتفاعلاتها الداخلية، مما يساعد الخلايا على الاستجابة بشكل صحيح للإصابة.
وظلّ من غير الواضح كيفية تعرف الخلايا بدقة على الانحناء، حتى قررت سيمران راوال من معهد “تاتا” الهندي للأبحاث الأساسية دراسة هذه العملية بعمق قبل أربع سنوات. وكشفت نتائج دراستها المنشورة في مجلة Nature Cell Biology أن الشبكة الإندوبلازمية، وهي عضية تمثل نظاما متفرعا من التجويفات المغلقة الغشائية والحويصلات والأنيبيبات، تلعب دورا محوريا. فتتحول إلى بنية أنبوبية في المناطق المحدبة، وإلى بنية شبيهة بالأوراق في المناطق المقعرة، ما يحدد حركة الخلية: سواء بالانتقال إلى الأمام أو بالانقباض.
ولتقييم هذه العمليات كميا، أنشأ براديب كيشافانارايا من جامعة برمنغهام البريطانية نموذجا رياضيا، أظهر أن تغيرات شكل الشبكة الإندوبلازمية تساعد الخلايا على تقليل التوتر الناشئ أثناء الهجرة.