قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الهجوم على رفح، “لن يبدأ” قبل إجلاء واسع للمدنيين والتوصل إلى اتفاق مع مصر.
وذكرت الهيئة أن الجيش يعتزم إعادة آلاف الفلسطينيين إلى شمالي غزة ضمن خطة لبدء العملية البرية في رفح جنوبي القطاع.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مساء الجمعة، عن أنّ خطة العملية البرية في مدينة رفح، المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، أعدت منذ نحو 3 أسابيع.
يأتي هذا فيما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الجمعة، أنه أوعز للمستوى الأمني والجيش الإسرائيلي بتحضير خطة للقيام بعملية عسكرية في رفح.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، أن الجيش صدّق عملياً على خطته التي قام بتحضيرها للعملية العسكرية في رفح والتي تشمل أيضاً إخلاء السكان من هناك، لافتة إلى أن التعليمات التي تحدث عنها نتنياهو من أجل احتلال رفح قد تُفهم على أنها نوع من الألاعيب السياسية، من أجل إبراز خط قيادي متشدد من طرفه.
وأصدر مكتب نتنياهو، مساء الجمعة، بياناً قال فيه إنه “لا يمكن تحقيق هدف الحرب وهو تدمير حماس حين يتم الإبقاء على 4 كتائب تابعة لحماس في رفح. واضح أن عملية عسكرية مكثّفة في رفح تلزم إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال. لذا أوعز رئيس الوزراء للجيش وللمؤسسة الأمنية برفع خطة مزدوجة إلى الكابنيت، تركّز على إجلاء السكان وعلى تدمير كتائب حماس”.
ولمّح مسؤولون إسرائيليون، في الأيام الأخيرة، إلى وجود استعدادات إسرائيلية من أجل عملية عسكرية في رفح، لـ”ممارسة المزيد من الضغط على حركة حماس”، بالتزامن مع جهود الوسطاء من أجل التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن “الرهائن”.
وأبلغ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الأربعاء، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى إسرائيل، بأن رد حماس “يقود إلى استمرار الحرب، وإلى انتقال قواتنا إلى أماكن أخرى في قطاع غزة قريباً”.
وتحاول إسرائيل تحميل حماس الفشل المحتمل للصفقة، من خلال حديثها المتكرر عن صعوبة قبول طلبات الحركة، وتستخدم ذلك شمّاعة لتبرير اجتياحها رفح، لكن في الواقع لديها نوايا مبيتة بمعزل عن الصفقة.
ومن المؤشرات على ذلك، ما ذكره موقع “والاه” العبري، الجمعة، بشأن تقارير نُشرت الخميس، ذكرت أنّ أصواتاً تزداد داخل المستوى الأمني بشكل عام، وفي قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص، تطالب غالانت بعملية برية في منطقة رفح.
من جانبها قالت القناة 12 العبرية، إن جدالا دار بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، بشأن عدوان بري على رفح.
وأوضحت القناة في تقريرها أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى الجيش، من أجل التحضير بسرعة لعملية في رفح، لكن هاليفي أصر على وجود شروط معينة لذلك رغم أن الجيش لديه خطة لذلك.
وقالت إن هاليفي، أشار إلى الحاجة لـ”ظروف تمكينية”، منها إخلاء المنطقة، والتنسيق مع مصر.
ولفتت إلى أن نتنياهو، أبلغه بأن الوقت ضيق، وأن الانتهاء من كتائب حماس في رفح، يجب أن يتم قبل شهر رمضان، وقالت القناة إنه أبلغ بلينكن أن التحرك باتجاه رفح سيتم خلال أسبوعين.
ونقلت عن هاليفي، قوله إن الجيش يعد خطة، لكنه يفتقد بعض التفاصيل، ومنها التفاهم مع مصر حول محور فيلادلفيا، وإجلاء سكان غزة الذين نزحوا إلى رفح.
ورغم أن مكتب نتنياهو، حاول التقليل من الحديث عن خلاف بين نتنياهو وهاليفي، إلا أن مصادر مطلعة أبلغت القناة بأن نتنياهو كان يتوقع أن ينفذ رئيس الأركان الخطة، قبل اضطرار إسرائيل لاتخاذ قرارات سياسية حاسمة تؤثر على العملية العسكرية.
ودار نقاش عاصف خلال جلسة الحكومة، وكانت الآراء تطالب بمزيد من التحرك العسكري في غزة، وقطع المساعدات، وقال الوزيرة ميري ريجيف: “هذا هو الوقت المناسب لضغوط عسكرية أقوى، لجعل السنوار يطاردنا، وليس أننا سنطارده”.
وأضافت الوزيرة المتطرفة: “هذه هي فرصتنا، مزيد من الضغط قبل شهر رمضان مباشرة، وكما هاجمونا خلال سمحات توراة، فمن المؤكد أنه في رمضان لا ينبغي لنا أن نكون أكثر لطفا ورحمة معهم”.
وتثير العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح قلقاً كبيراً حول العالم، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، واكتظاظها بمئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين وصلوا إليها من مناطق أخرى في القطاع، دمّرها جيش الاحتلال خلال حملة القصف الوحشي المستمر منذ اليوم الأول للحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.