حدث كوني هائل قضى على حضارة منسية في أمريكا الشمالية
كشف فريق بحثي في الولايات المتحدة عن دليل على حدث كوني قد قضى على حضارة مزدهرة وحيوانات العصر الجليدي قبل 12800 عام.
وحلل الباحثون عينات من الرواسب في كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو، واكتشفوا كوارتزا مصدوما يعود تاريخه إلى حوالي 10800 قبل الميلاد.
ويتشكل الكوارتز المصدوم عندما تتعرض المعادن لضغوط مفاجئة وشديدة، مثل تلك الناتجة عن انفجار جوي أو اصطدام نيزكي، ما يشير إلى وقوع حدث كوني كارثي.
وتشير النتائج إلى أن الانفجار الجوي أو اصطدام النيزك دمر أجزاء كبيرة من القارة، ما أدى إلى حرائق غابات واسعة واضطرابات مناخية وانقراض العديد من الحيوانات الضخمة، مثل الماموث والإبل والخيول والقطط ذات الأنياب الحادة.
وقد اقترح بعض الباحثين، بمن فيهم الكاتب غراهام هانكوك، أن مذنب “يوم القيامة” العملاق مر عبر الغلاف الجوي للأرض، ما أدى إلى حجب ضوء الشمس وتعطيل تيارات المحيطات وحدوث موجة تبريد مفاجئة استمرت قرنا من الزمان، وهو ما قد يفسر بعض التغيرات المناخية المصاحبة لعصر درياس الأصغر.
وتزامن هذا الحدث مع انهيار حضارة كلوفيس – حضارة صيد وجني متقدمة كانت منتشرة في معظم أنحاء أمريكا الشمالية. وأظهرت الأدلة الأثرية أن أدواتهم الحجرية المميزة اختفت فجأة بعد هذا التوقيت، بالتزامن مع بداية عصر درياس الأصغر، وهو حدث تبريد مفاجئ استمر نحو 1200 عام.
وجمع الفريق عينات من مواقع رئيسية مثل بلاك ووتر درو (نيو مكسيكو)، وموراي سبرينغز (أريزونا)، وأرلينغتون كانيون (كاليفورنيا). ووجدوا آثارا واضحة للاضطراب البيئي، بما في ذلك ماموث مذبوح وأدوات أثرية مدفونة، ما يعكس انقراض الحيوانات الضخمة وفجوة بشرية بعد انهيار كلوفيس استمرت لمئات السنين.
وحلل الباحثون شقوق الزجاج داخل الكوارتز باستخدام عشر تقنيات مختبرية، وأجروا محاكاة حاسوبية لتحديد الضغوط والسرعات اللازمة لتشكلها. وأظهرت النتائج أن هذه الحبيبات تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة للغاية، تتجاوز 3123 درجة فهرنهايت (1717 درجة مئوية)، مع أجزاء غير متبلورة وأخرى أعيد تبلورها، ما يؤكد تعرضها لصدمة حرارية وميكانيكية شديدة.
وأشار الفريق إلى أن هذه المواقع تعد من بين أفضل المواقع توثيقا في أمريكا الشمالية، إذ تقدم أدلة حاسمة على العلاقة بين الحدث الكوني وانهيار حضارة كلوفيس، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على البيئة والحياة البرية في ذلك العصر.
نشرت الدراسة في مجلة PLOS ONE.
المصدر: ديلي ميل