يبدأ في 11 سبتمبر 2025 في إثيوبيا اليوم العام الجديد 2018، فلماذا تتأخر عن التقويم الميلادي ؟ السر يكمن في التقويم الحبشي القديم، والاحتفال التاريخي بيوم “هدايا الجواهر”.
التقويم المستخدم في إثيوبيا وإريتريا هو التقويم الحبشي ويشبه التقويم اليولياني الذي وضعه يوليوس قيصر عام 46 قبل الميلاد، وهو يتأخر عن التقويم الغريغوري المستخدم عالميا بحوالي ثماني سنوات.
اللافت أن التقويم الحبشي يتكون من 13 شهرا، فيه الأشهر 12 الأولى تتكون من 30 يوما، في حين يتكون الشهر الثالث عشر فقط من خمسة أيام، أو ستة في السنة الكبيسة.
في 11 سبتمبر من كل عام وفي 12 سبتمبر في السنة الكبيسة، تحتفل إثيوبيا وإريتريا برأس السنة الحبشية “إنكوتاتاش”. تعني هذه الكلمة من الأمهرية “هدية الجواهر”.
المناسبة تعود إلى حادثة تُربط بملكة سبأ “بلقيس” التي تعرف في هذه المنطقة باسم “مكيدا”. بلقيس كانت تحكم اليمن ويعتقد أن سلطانها كان يمتد إلى إثيوبيا.
بحسب أسطورة سائدة، حين عادت ملكة سبأ من زيارتها للملك سليمان في القدس، جرى الاحتفال بعودتها في الحبشة وقدم لها كبار القوم هدايا من الأحجار الكريمة، لذلك يسمى هذا اليوم “إنكوتاتاش” .
تحظى عودة ملكة سبأ بأهمية كبرى بالنسبة لتاريخ الحبشة، وهي تمثل بداية حقبة جديدة للبلاد. من هذه الصلة بدأ أباطرة الحبشة بربط نسبهم بالملك سليمان وملكة سبأ.
يجري الاستعداد للاحتفال بالعام الجديد في موكب بألوان زاهية لمدة ثلاثة أيام، فيه يقرأ الكهنة الصلوات والترانيم الدينية.
في العاصمة أديس أبابا، يتم إشعال نار في شجرة تنوب بطول ستة أمتار في الساحة الرئيسة. يتولى حاكم البلاد في العادة مهمة إشعال النار وسط هتافات الجموع الحاشدة. يقفز المحتفلون فوق النار التي تعتبر رمزا للشمس والدفء والتطهر.
من التقاليد الشائعة أيضا أن السكان يحيطون بالشجرة المشتعلة ويراقبون باهتمام بالغ اشتعال النار في قسمها العلوي. يعتقد أن سقوط الرماد منها يشير إلى الاتجاه حيث منطقة الحصاد الوفير.
من التقاليد السائدة أيضا أن سكان البلاد يستعدون للاحتفال برأس السنة الحبشية بالاستحمام من أجل التخلص من سوء الحظ والخطايا في العام الجديد. تعد بهذه المناسبة أطباق تقليدية وهي عبارة عن خبز الدقيق الأبيض المسطح واللحم المطهي.
يرتدي الأطفال في هذا العيد أفضل وأزهى الملابس، ويقومون بصنع أكاليل من الزهور وتوزيعها على المارة، كما تتنقل الفتيات من منزل إلى آخر وهن يرددن الأناشيد ويطلبن المكافأة، فيما يبيع الأولاد رسوماتهم.
إثيوبيا كانت دخلت وفق تقويمها الخاص عام 2000 في 11 سبتمبر 2007، وهذا لا يغير من الأمر شيئا. كل الأرض في زمن واحد رغم اختلاف التقاويم. تايلاند مثلا في عام 2000 ميلادية كانت وفق تقويمها القمري الخاص في عام 2543.