كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، تفاصيل صادمة رواها جندي “إسرائيلي” سابق عاد من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن الجندي قوله، إنه تلقى أوامر صادمة من قادة الجيش بإطلاق النار على أي فلسطيني بغض النظر عن تشكيله تهديداً.
ومن جهته، أوضح الصحفي الإسرائيلي حاييم هار زهاف تفاصيل مرعبة عاشها خلال خدمته التي استمرت 86 يوماً في القطاع.
وذكر هار زهاف أن “حياة الفلسطينيين في غزة تعتمد بالكامل على القيم الشخصية لقادة الجيش”، مؤكدًا أن أي ضابط يصدر أوامر بقتل فلسطينيين فقط بسبب هويتهم لن يتعرض للمحاسبة.
وتحدث الجندي السابق عن حادثة أمر خلالها قائد عسكري بإطلاق النار على رجل فلسطيني يرفع علماً أبيض، ورغم تأكيد الجنود أن الرجل لا يشكل أي تهديد، أصر القائد قائلاً: “لا أعترف بالعلم الأبيض، أطلقوا النار”.
وأشار هار زهاف في مقاله إلى أن القيم الأخلاقية للجيش الإسرائيلي “انهارت تماماً” منذ السابع من أكتوبر، معتبراً أن قواعد الاشتباك أصبحت غير واضحة للفلسطينيين، الذين يكتشفون “الخطوط الحمراء” عبر قتلهم.
وأكد أن أي فلسطيني يُقتل يصبح “إرهابيًا” تلقائيًا في إحصائيات الجيش الإسرائيلي، ما يعزز صورة الجنود أمام القيادة العسكرية ويشرعن عمليات القتل.
وفي تحقيق سابق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز شهادات جنود “إسرائيليين” شاهدوا أو شاركوا في استخدام فلسطينيين معتقلين بغزة، دروعًا بشرية، فيما أكد مسؤول في الحكومة استخدام الاحتلال روبوتات متفجرة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن ما لا يقل عن 11 فريقا مكونا من جنود وعناصر استخبارات إسرائيليين استخدموا الفلسطينيين دروعًا بشرية في 5 مدن بغزة.
وأوضحت أن الجنود الإسرائيليين أرسلوا قَسْرا مدنيين فلسطينيين معتقلين إلى مناطق يعتقدون أن مجاهدي القسام نصبوا كمائن فيها.
وذكرت، أن الجنود الإسرائيليين أجبروا الفلسطينيين على استكشاف وتصوير شبكات الأنفاق التي اعتقدوا أن المجاهدين ما زالوا فيها، ونقل الأشياء التي يعتقدون أنها مفخخة في هذه الأنفاق، مثل المولدات الكهربائية وخزانات المياه.
وفي حديثهم إلى نيويورك تايمز، اعترف 7 جنود إسرائيليين بأنهم شاهدوا أو شاركوا في الممارسات المذكورة.
وذكر هؤلاء الجنود أن استخدام المدنيين الفلسطينيين المحتجزين كدروع بشرية كان ممارسة روتينية وعادية ومنظمة وأن ذلك تم بمعرفة قادتهم.
وتحدثت الصحيفة أيضا إلى 8 جنود ومسؤولين إسرائيليين على علم بالممارسة، بشرط عدم الكشف عن أسمائهم، بشأن استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة.
وخلال الإبادة، كثف الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات المسيرة كواد كابتر، التي حولها من أداة للتصوير والمراقبة لسلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
ووظف الجيش هذه المسيرات التي باتت تحلق في أجواء قطاع غزة بشكل واضح، كجنود آليين، تنفذ الأوامر عن بعد، ويتم استخدامها في ملاحقة الفلسطينيين وإطلاق النار عليهم بأسلوب القنص والإعدام الميداني.
وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شاركت هذه المسيرات في العمليات العسكرية وإحكام الحصار المطبق على مداخله بإطلاق الرصاص الحي على كل من يحاول الخروج والدخول للمنطقة.