كشفت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، أمس الأثنين، تفاصيل إضافية حول ظروف عشرات الأسرى ممن وصفتهم بـ “مقاتلي النخبة والكوماندوز البحري” في حركة “حماس”، الذين اعتقلوا من قطاع غزة، ومقاتلي قوة الرضوان التابعة لحزب الله الذين اعتقلوا في لبنان، في مبنى تحت الأرض في سجن الرملة.
وتظهر التفاصيل التي عرضتها الإذاعة الإسرائيلية، أن الأسرى يحتجزون في مبنى يقع تحت سجن “نيتسان – الرملة” وأقيم في سبتمبر/ أيلول الماضي، يطلق عليه تسمية “راكيفيت”، وهو عبارة عن خزنة إسمنتية تكاد تنعدم فيها ظروف الحياة.
وتم بناء هذا القسم على شكل “خزنة من الإسمنت”، وتوجد داخل الزنازين كاميرات ذكية قادرة على رصد أي تفاصيل في حركة الأسرى، الذين يحتجزون في ظروف “بالحد الأدنى بموجب القانون الدولي”، حسب زعم قائد هذا القسم.
ويقبع الأسرى في الزنازين مدة 24 ساعة في اليوم، باستثناء ساعة واحدة يسمح لهم خلالها بالخروج إلى “ساحة”، وهي عبارة عن غرفة صغيرة ومحصنة وجدرانها من الإسمنت، ويمكن رؤية القليل من الضوء من خلال قضبان في سقفها، وعلى أحد الجدران وضعت صورة كبيرة لمدينة غزة المدمرة.
ومن الناحية العملياتية يوصف هذا السجن بأنه قسم تكتيكي، وهو الأول من نوعه في إدارة السجون، ويخضع لتجربة أولية، وجميع السجانين في القسم يعملون بدون اسم، وعليهم بطاقة مع اسم عملياتي ورقم، وفق ما نقلته الإذاعة عن قائد القسم.
ويُطلب من السجانين في القسم بأن يكون “إصبعهم على النبض”، أي مستنفرين طوال الوقت، تحسبا من أحداث غير مألوفة.
وحسب قائد القسم، فإن “الطاقم الذي يعمل في القسم خضع لتأهيل خاص، ذهنيا بمعظمه، كي يواجه التحديات في القسم، وهي كثيرة. وتوجد هنا يوميا وعدة مرات في اليوم نوع من المعضلة والتحدي الذي يتعين علينا التفكير في كيفية التعامل معه”.
وأضاف أن الأسرى لا يخرجون أبدا من القسم، “وعندما يتعين عليهم أن يلتقوا مع محام، أو يحتاجون إلى طبيب، أو يمتثلون أمام محكمة، فإن كل شيء يجري هنا، ويحظر الخروج”.
وتابع قائلا: “نعم، نحن موجودون في قبو. والأسير لا يخرج من هذا القبو، وهو موجود هنا فقط. هذه هي الظروف التي يستحقها الأسير بموجب القانون الدولي، وجميع الأسرى بدون استثناء يتلقونها، لا أكثر ولا أقل”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه عندما يدخل السجانون إلى القسم، تُسمع ضربات على باب الزنزانة، وعندها يتعين على الأسرى الجلوس في وضعية القرفصاء وأيديهم خلف ظهورهم ووجههم باتجاه الأرض حتى إغلاق الفتحة في الباب.
وبين أن لا أحد يتحدث مع الأسرى، وخلال الساعة التي يتواجدون فيها في “الساحة” يتعين عليهم الاستحمام لمدة 7 دقائق، وتنظيف الزنزانة والمشي في “الساحة”، ويحظر على الأسرى أن يتحدثوا مع بعضهم، وادعى أنه يتم إدخال الطعام إليهم ثلاث مرات يوميا.
وسجن “ركيفت -الرملة” واحد من بين سجون ومعسكرات استحدثها الاحتلال منذ الإبادة أو أعيد فتحها مجدداً لاحتجاز معتقلي غزة، وبينها كذلك: “سديه تيمان”، “عناتوت”، معسكر “عوفر”.
وشكلت هذه المعسكرات العناوين البارزة لجرائم التعذيب، حيث حوّلها الاحتلال إلى حيزات لتعذيب المعتقلين جسدياً ونفسياً بشكل لحظيً، وفق ما جاء في تقرير سابق لـ “هيئة الأسرى” و”نادي الأسير”.
يذكر أنّ عدد معتقلي غزة الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال حتى بداية شهر نيسان/ أبريل 2025، بلغ 2454 معتقلًا ممن صنفتهم (بالمقاتلين غير الشرعيين)، وهذا المعطى لا يشمل جميع معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فقط يشمل من هم تحت إدارة السّجون.