مع الاستمرار في تطبيق المقاومة الفلسطينية بنود اتفاق وقف إطلاق النار، ونجاح عملية تبادل الأسرى حتى وصلت للدفعة السادسة، عادت “إسرائيل” لمسلسل المماطلة في تنفيذ الاتفاق، والضبابية في البدء بالمرحلة الثانية منه.
وبُعيد ساعات على إطلاق المقاومة سراح 3 رهائن محتجزين لديها، والإفراج عن 369 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، خرجت التصريحات الإسرائيلية لتعلن المماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني للاتفاق.
ورفض بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى غزة، رغم الاتفاق الذي ينص على تسهيل وصول المساعدات لإعادة الإعمار.
وفي هذا السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان-ريشيت بيت” بأن القضية ستُناقش في الأيام المقبلة، فيما يعتقد مراقبون أن إسرائيل تمارس سياسة المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق، مستفيدة من الضغوط السياسية الداخلية والخارجية.
وكان من المفترض، أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من دخول وقف النار حيّز التنفيذ، الذي بدأ سريانه في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.
من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، أن إعلان الاحتلال رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة، هو تنصل واضح من تعهداته والتزاماته التي وقع عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني الملحق، وهو بمثابة إعلان صريح بإفشاله الاتفاق الذي أكدت المقاومة أنها ستلتزم بتعهداتها فيه ما التزم الاحتلال.
وشدد معروف في تصريح صحفي على أن هذا الرفض يظهر للعالم أجمع من هو الطرف المعطل للاتفاق، وهو ما يستلزم من الوسطاء الضامنين التدخل والضغط على الاحتلال للإيفاء بما وقع عليه.
وقال: “الأوضاع الحياتية الكارثية التي يعيشها شعبنا في غزة جراء حرب الإبادة والمعاناة الإنسانية التي يكابدونها، لا تحتمل المماطلة والتلكؤ أو التنصل من إدخال كافة مستلزمات الإيواء والاحتياجات الأخرى”.
وطالب، الوسطاء والمجتمع الدولي بالوقوف عند مسئولياتهم والاستجابة الفورية للأولويات التي يحتاجها قطاع غزة، ووضع حد لهذه المعاناة المستمرة، عبر الضغط على الاحتلال وإلزامه بالكف عن تنصله من تعهداته والتلذذ بمعاناة ٢،٤ مليون إنسان داخل قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية منخرطة بالمفاوضات لـ«الشرق الأوسط» إن الوسطاء عقدوا اجتماعات مع «حماس» في قطر ومصر لبحث مقترحات بشأن إطلاق المرحلة الثانية، ولم يكن لدى الحركة أي مانع في ذلك، إلا أن المشكلة بقيت في إسرائيل التي أرسلت وفداً للدوحة «بهدف إضاعة الوقت من دون أي حديث عن المرحلة الثانية»، بحسب المصادر ذاتها.
ويأتي ذلك في وقت يبدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو جولة شرق أوسطية يستهلها في إسرائيل وتشمل السعودية والإمارات.
ولم تتوقف مساعي الدولتين الوسيطتين مصر وقطر، وجهات أخرى مساندة لها مثل تركيا وغيرها، في محاولة إيجاد حلول لمنع انهيار الهدنة الهشة القائمة في قطاع غزة.