اقتحمت الشرطة الألمانية مكان انعقاد مؤتمر فلسطين في برلين، يوم الجمعة، وقطعت البث المباشر له، ثم قامت بعدها بقطع الكهرباء عن المكان. وطلبت من نحو 250 مشاركا بالمغادرة.
وكان من المبرمج أن يستمر المؤتمر لثلاثة أيام، لكن تم فضه بعد حوالي ساعتين فقط من انطلاقه.
وأكد حساب المؤتمر في تغريدة على “أكس” أنه “من المؤسف أنه يوم حزين للديمقراطية. اقتحمت الشرطة الألمانية للتو مكان انعقاد المؤتمر وأجبرت على قطع البث المباشر للحدث”.
و في تغريدة أخرى قال المنظمون: “اقتحمت الشرطة الألمانية المبنى وطالبتنا بوقف البث المباشر للمؤتمر.على الرغم من قمع “الكونغرس الفلسطيني”، فإن حب حياة الفلسطينيين سينتصر على حملة الموت التي يمثلها تواطؤ ألمانيا في الإبادة الجماعية”.
وذكرت تقارير أن الشرطة الألمانية، التي قالت إنها “تحارب معاداة السامية” قامت باعتقال 3 أشخاص على الأقل في مكان المؤتمر، بينهم ناشطان يهوديان من أجل السلام.
وبعد لحظات من إعلان منظمي “مؤتمر فلسطين” عن موقع انعقاده في برلين، حاصر المئات من رجال الشرطة الألمانية المكان قبل اقتحامه، في وقت قررت السلطات الألمانية، منع الطبيب الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة، الذي تم انتخابه مؤخرا رئيسا لجامعة غلاسكو الأسكتلندية، من دخول أراضيها، بهدف منعه من المشاركة في المؤتمر.
وأقامت الشرطة حواجز حول مكان انعقاد المؤتمر في حي تمبلهوف، ومنعت الناس من الدخول.
وبرغم حصار مقر المؤتمر، قام المنظمون ببدء بث فعالياته على منصة “فيميو”. لكن الشرطة الألمانية اقتحمت المكان بعدها بنحو ساعتين لفض المؤتمر وأجبرت المنظمين على وقف بثه المباشر .
وتم تنظيم المؤتمر من قبل مجموعة من نشطاء المجتمع المدني، بما في ذلك منظمات فلسطينية ويهودية، وشعاره: “نحن نتهم” و”سنحاكمكم”.
والهدف من هذا المؤتمر هو تسليط الضوء على دور ألمانيا في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
وطالبت وسائل الإعلام والسياسيون الألمان بحظر المؤتمر منذ أسبوع.
وظل مكان الفعالية المؤيدة للفلسطينيين سرا لأسابيع. وأكد المنظمون أنه “لن يُسمح بالدخول إلا لمن يحمل تذكرة سارية”.
واستعدت الشرطة الألمانية لمظاهرات ومسيرات عفوية متعلقة بالمؤتمر من اليوم الجمعة حتى الأحد المقبل. وتحدث منظمو الفعالية في بيانهم عن “الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية والتواطؤ الألماني” في “الإبادة الجماعية” بقطاع غزة.
وانتقد عمدة برلين كاي فيغنر، بشدة “مؤتمر فلسطين”، وتحدث عن تدخل حاسم للشرطة حال صدور تصريحات معادية للسامية.
وقال فيغنر في تصريحات إن “انعقاد ما يسمى بمؤتمر فلسطين في برلين أمر لا يُطاق”.
وأضاف: “نحن لا نتسامح في برلين مع معاداة السامية والكراهية والتحريض ضد اليهود. لذلك ستتخذ شرطة برلين إجراءات صارمة في حال صدور تصريحات أو وقوع جرائم معادية للسامية في هذا الاجتماع. أود أن أشكر أفراد شرطة برلين على جهدهم في تطبيق القانون والنظام في مدينتنا وحماية قيمنا والدفاع عنها” وفق قوله.
بدوره، انتقد جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود، الحدث ووصفه بأنه “عرض لمعاداة الصهيونية”، وفقا لإدارة الداخلية في مجلس الشيوخ في برلين.
ونقلت الصحيفة عن شوستر معارضة المجلس المركزي لليهود بشدة للمؤتمر. وقال إن “المؤتمر لن يجد أي إجابات لمعاناة السكان المدنيين في غزة”.
وفي وقت سابق، وُزّعت عبر منصات التواصل الاجتماعي دعوات تحشد للمؤتمر، وجاء في بعض هذه الإعلانات: “فلتصدح أصواتنا عاليا تضامنا مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية وتقرير المصير. لنكسر سوياً حاجز الصمت وندين علنا إسرائيل الاستعمارية والدعم المطلق وغير المشروط لها من قبل الحكومة الألمانية وأجزاء كبيرة من المؤسسة السياسية في ألمانيا”.
وأشار المنظمون في بيان لهم إلى أن المؤتمر سيشهد في الختام “محاكمة مجازية علنية نقاضي من خلالها الحكومة الألمانية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة ونرحب بمشاركتكم يومي 12 و14 أبريل/ نيسان في برلين لحضور مؤتمر فلسطين 2024”.
ومنذ الإعلان عن المؤتمر، قوبل بانتقادات حادة من السلطات الألمانية.