أعلنت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، في وقت متأخر الأربعاء، أن الشعب الفلسطيني وفصائله نجحوا في فرض اتفاق مشرف لوقف العدوان الإسرائيلي، يتضمن الانسحاب من قطاع غزة وإجراء عملية تبادل أسرى، بعد حرب إبادة دامت 16 شهرا. وفي بيان عبر منصة “تلغرام”، قالت الحركة: “اليوم يفرض شعبنا ومقاومته اتفاقا مشرفا لوقف العدوان والانسحاب وإجراء عملية تبادل أسرى مشرفة، وذلك بفعل صموده الأسطوري ومقاتليه الشجعان البواسل”. وأكدت الحركة أنها “لن تدخر جهدا في خدمة أهلنا في غزة ومواكبة تحديات المرحلة المقبلة”. وشددت على أن الفصائل الفلسطينية “ستبقى يقظة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل”.
ووجهت “الجهاد الإسلامي” تحية إلى الفلسطينيين في كل مكان، وأثنت على دور الفصائل الفلسطينية التي ساندت الشعب طوال الفترة الماضية. ومساء الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل. ووفق ما أعلنه بن عبد الرحمن، يتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة من 3 مراحل، تنطلق الأولى منه ومدتها 42 يوما، الأحد المقبل، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل عدد (لم يعلن على الفور) من الأسرى الفلسطينيين. وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 98 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت “حماس” مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية. أما المرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق، فيتم الاتفاق على تفاصليها في وقت لاحق. وستعمل قطر ومصر والولايات المتحدة على ضمان تنفيذ الاتفاق، حيث ستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذه وأي خروق قد تحدث. يأتي التوصل للاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، وخلفت بدعم أمريكي نحو 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.