الاحتلال يُكثف هجماته على المدارس والمناطق المأهولة بمدينة غزة
يواجه سكان مدينة غزة أزمة إنسانية حادة مع تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، حيث تتعرض أحياء مثل الشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ لقصف متكرر ومدمر.
وأفاد مراسلنا أن قوات الاحتلال دمرت بشكل مباشر مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ بعد إبلاغ النازحين بإخلائها، في انتهاك واضح لقوانين حماية المنشآت المدنية. كما تلقت مدارس أخرى في المنطقة تهديدات بالإخلاء، ما يزيد من حالة الذعر بين آلاف النازحين الذين فقدوا ملاذاتهم.
وفي سياق التصعيد، أعلن جيش الاحتلال توسيع هجماته في مدينة غزة، حيث طالب المتحدث باسم جيش الاحتلال ، أفيخاي أدرعي، سكان غزة بالانتقال فورًا إلى “المنطقة الإنسانية” في المواصي والمخيمات الوسطى، زاعمًا أنهم سيحصلون هناك على “استجابة إنسانية أفضل بكثير”.
وبينما تستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور وسط تصاعد القصف والمخاوف المتزايدة من كارثة إنسانية واسعة في القطاع، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تحضيراته لتنفيذ عملية اجتياح بري شاملة لمدينة غزة، ضمن ما يُعرف بعملية “عربات جدعون”، التي أطلقت في مايو الماضي وشملت عمليات مكثفة في شمال وجنوب القطاع، وأسفرت عن مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية.
وأكدت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الجيش بدأ بالفعل في نشر المئات من الدبابات وناقلات الجند المدرعة وجرافات D9 في المناطق المحيطة بشمال غزة، تمهيدًا لتوغل واسع، بمشاركة قوات من الفرقتين 98 و162.
وبحسب المصادر ذاتها، تهدف العملية المرتقبة إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة، ويشارك فيها نحو 130 ألف جندي احتياطي وخمس فرق نظامية، ضمن خطة تمتد حتى عام 2026.
ويقول جيش الاحتلال إنه يسيطر حاليًا على 40% من مدينة غزة، ويستعد للتقدم نحو ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”آخر معقل مهم لحماس”، مؤكدًا عزمه “حسم المعركة” عبر استخدام “قوة شديدة” في المدينة.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، ما أدى إلى استئناف العدوان على قطاع غزة الذي يعاني أصلًا من كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ نحو عامين من الحرب والحصار والتجويع.