كشف المحلّل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، عن تصاعد التوتر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان إيال زامير، ملمّحاً إلى إمكانية تقديم الأخير استقالته خلال أيام «إن لم يُحرَز تقدّم ملموس في مسار الصفقة». وفي السياق نفسه، أفادت «القناة 12» العبرية بأنّ زامير هدّد فعليّاً بالاستقالة، وسط تعاظم التباين بين المؤسستَين السياسية والأمنية، الذي بلغ، بحسب القناة، «ذروته» خلال الأيام الماضية. وكان اجتماع «الكابينت» الأخير، قد شهد مشادّة كلامية بين وزير المالية بتسلئيل سموترتش ورئيس هيئة الأركان.
أفادت قناة «كان» العبرية بأنّ «نتنياهو أجّل حسم مصير العمليات العسكرية في غزة إلى الأسبوع المقبل، في ظلّ استمرار النقاشات الحادّة داخل الكابينت».
وبينما يضغط وزراء متشدّدون، على رأسهم سموتريتش، في اتجاه «شنّ عملية واسعة واحتلال مدينة غزة رغم وجود الأسرى فيها»، يعارض رئيس الأركان هذا الخيار، محذّراً من الوقوع في «فخّ إستراتيجي» يصعب الخروج منه.
ونقلت مصادر مطّلعة على النقاشات إنّ «الجيش يخشى أن تنزلق إسرائيل إلى مواجهة مفتوحة بلا أفق، يتعيّن عبرها السيطرة على مليونَي فلسطيني في ظروف معقّدة، ما يجعل العملية برمّتها مخاطرة غير محسوبة».
في هذا الوقت، كشف مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، أنّ الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل تقليص وجوده في قطاع غزة، عبر سحب الفرقة 98 وعدد من الألوية النظامية إلى جبهات أخرى، وإعادة الاحتياط إلى منازلهم للتجديد وإعادة التنظيم.
وأشار إلى أنّ «ثمانية ألوية فقط بقيت منتشرة حالياً في القطاع، وهو أدنى عدد منذ بداية الحرب».
وأوضح يهوشع أنّ الجيش يدرس حالياً ثلاثة خيارات: مواصلة الاستنزاف، أو تنفيذ عملية برّية إضافية في المناطق التي لم يعمل فيها بعد، أو الذهاب إلى تسوية سياسية تُنهي الحرب مقابل تحرير الأسرى.
وفي هذا الإطار، أعلن زامير أنّ الجيش أنشأ «منطقة أمنية» تمنحه هامشاً عملياً مريحاً، مؤكّداً أنّ القتال سيستمر «من دون هوادة» ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وأشار إلى أنّ الجيش يعمل على تقليل الاحتكاك مع المقاومة في غزة وتفادي الانجرار إلى كمائنها، معتبراً أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة لتحديد مسار الملف التفاوضي.
وأضاف إنّ الجيش بصدد «تكييف عملياته مع الواقع المتغيّر».