اكتشاف حشرة عملاقة تختبئ في قمم اﻷشجار بأستراليا
أعلن باحثون عن اكتشاف نوع جديد من حشرات الشبحيات في شمال كوينزلاند بأستراليا، والذي يعتقد أنه قد يكون الأثقل في البلاد، حيث يبلغ طوله 40 سم ووزنه أقل بقليل من كرة الغولف.
وهذا المخلوق الاستثنائي، الذي أطلق عليه اسم “أكروفيلا ألتا” (Acrophylla alta)، يتجاوز الصرصور العملاق الحفار الذي كان يحمل لقب أثقل حشرة في أستراليا.
ويعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لفتت انتباه الباحث روس كوبلاند الذي أدرك على الفور أنه قد يكون أمام نوع جديد.
وقادت هذه الصورة فريقا من العلماء إلى رحلة بحث مضنية في الغابات المطيرة الكثيفة في هضبة أثيرتون بشمال كوينزلاند، حيث أمضوا ليال عديدة في التتبع والمراقبة قبل أن يعثروا على عينة أنثى بالغة بين منطقتي ميلا ميلا وجبل هيببامي. وكان الوصول إليها تحديا بحد ذاته، إذ اضطر الفريق لاستخدام عصا طويلة لإحضار الحشرة من قمم الأشجار الشاهقة حيث تعيش.
وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في كونه يسلط الضوء على مدى ضآلة معرفتنا بالتنوع البيولوجي، حتى عندما يتعلق الأمر بالحشرات الكبيرة الحجم. فبحسب الدكتورة نيكول جانتير، خبيرة الحشرات في متحف كوينزلاند، فإن ما يصل إلى 70% من أنواع الحشرات الأسترالية ما زالت تنتظر التصنيف العلمي. وقد علقت قائلة: “لا يمكننا حماية ما لا نعرف بوجوده”، مشددة على الأهمية البيئية لهذا الاكتشاف.
ويطرح العلماء عدة تفسيرات للضخامة غير العادية لهذه الحشرة، أبرزها تكيفها مع البيئة الباردة والرطبة في المرتفعات، حيث يساعد حجمها الكبير على تنظيم حرارة الجسم وتحمل الظروف المناخية القاسية. لكن الغموض ما زال يكتنف الكثير من جوانب حياة هذا النوع، خاصة في ما يتعلق بالذكور التي تبدو مختلفة تماما عن الإناث في عالم الحشرات الشبحية (أو الحشرات العصوية)، لدرجة أنها تصنف أحيانا كأنواع أو حتى أجناس منفصلة.
وهذا الاكتشاف لا يضيف فقط نوعا جديدا إلى سجل التنوع البيولوجي، بل يذكرنا أيضا بأن الطبيعة ما زالت تحتفظ بالكثير من الأسرار التي تنتظر من يكتشفها.