أفادت مصادر إعلامية، اليوم الأحد، بوجود حالة استياء واسعة في الأوساط الرسمية المعنية بملف الوساطة في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بسبب إخلال حكومة الاحتلال “الإسرائيلية” بتفاهمات جرت مؤخرًا، لتهدد كتائب القسام بتأجيل تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين، قبل أن تعيد تسليمهم في الموعد المحدد بوساطة مصرية قطرية.
وذكرت المصادر أن اتصالات مكثفة جرت يوم السبت بين مسؤولين مصريين وأميركيين وإسرائيليين، عبّر خلالها المسؤولون في القاهرة عن غضبهم من الخطوات الإسرائيلية المفاجئة، خاصة بعد توجيهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع إدخال المنازل الجاهزة “الكرافانات” والمعدات الثقيلة إلى غزة، رغم تفاهمات سابقة تقضي بالسماح بدخولها مساء السبت عقب تسليم الأسرى.
وبحسب مصادر مصرية، فقد أبلغ مسؤولون أمنيون إسرائيليون نظراءهم في القاهرة بنيّة السماح بدخول الشاحنات إلى غزة عند الساعة السادسة مساء السبت، إلا أن إسرائيل تراجعت في اللحظات الأخيرة بحجة معارضة الأجهزة الأمنية لهذه الخطوة.
في أعقاب هذا التطور، أجرى رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد اتصالات مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكّدًا أن التراجع الإسرائيلي يضع مصر في موقف حرج، لا سيما بعد التزامها بإلزام حماس بإجراءات محددة، من بينها إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية ضمن الدفعة السادسة، وهو ما لم يكن مقرّرًا سلفًا.
وأشارت المصادر إلى حالة من الغموض تحيط بالدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين، المقرّر تسليمها السبت المقبل، في ظل استمرار الرفض الإسرائيلي لإدخال المعدات المتفق عليها.
ونقلت مصادر مصرية عن مخاوف من تعطل الاتفاق مجددًا، مشيرة إلى وجود محاولات داخل الحكومة الإسرائيلية للمماطلة وتعطيل الاتفاق، وربما العودة الجزئية للحرب.
يأتي قرار نتنياهو بمنع إدخال المعدات عقب مشاورات أمنية مغلقة عقدها مع قادة الأجهزة الأمنية، تقرر خلالها إرجاء البت في مسألة دخول الكرافانات والمعدات الثقيلة إلى وقت لاحق، وفق ما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان – ريشيت بيت” صباح الأحد.
بدوره، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال لم يلتزم حتى الآن بإدخال أي معدات أساسية، مشيرًا إلى أن “عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق يضع الوسطاء في موقف حرج.”.
العربي الجديد