أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الخميس، بأن مصر قدمت إلى حركة حماس مقترحا إسرائيليا محدثا لصفقة تبادل تشمل إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق نار مؤقت.
ونقل موقع “وللا” العبري عن مسؤولين قولهم: إن “إسرائيل قدمت إلى حماس عبر مصر في بداية الأسبوع مقترحا بشأن الخطوط العريضة المحدثة لاتفاق إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين ووقف إطلاق نار مؤقت في غزة”.
وبدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، أن “الحكومة تنتظر ردا إيجابيا من القاهرة بشأن موقف حماس من المقترح المصري الخاص بصفقة تبادل أسرى”
ويأتي هذا المقترح “الإسرائيلي” الذي قدم إلى مصر، كون “إسرائيل” مهتمة، بحسب ما أفاد موقع “وللا” بمحاولة استغلال التغيرات في المنطقة والعالم مثل اغتيال رئيس حماس يحيى السنوار، ووقف إطلاق النار في لبنان، ودخول دونالد ترامب الوشيك إلى البيت الأبيض لمحاولة استئناف المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود.
وتظهر المعلومات الأولية أن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يختلف بشكل كبير عن المقترحات التي تمت مناقشتها سابقا، ويركز على محاولة تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة التي تم التفاوض عليها في آب/أغسطس الماضي، والتي لم تؤت ثمارها في النهاية ولم تخرج لحيز التنفيذ.
وقال مسؤولون كبار إنه تم الاتفاق على المقترح “الإسرائيلي” المحدث في مناقشة عقدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، مع عدد من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية.
وقد تم نقل مبادئ الخطوط العريضة المحدثة إلى مسؤولي المخابرات المصرية، وقاموا بعرضها على ممثلي حماس في المحادثات التي عقدت في القاهرة يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.
ويتضمن المقترح المحدث استعداد “إسرائيل” لوقف إطلاق النار بين 42 إلى 60 يوما، وإطلاق سراح جميع النساء اللاتي ما زلن على قيد الحياة ومحتجزات لدى حماس، وجميع الرجال الأحياء الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما والذين تحتجزهم حماس، بالإضافة إلى المختطفين الذين هم في حالة صحية خطيرة.
وكانت “إسرائيل” طالبت في السابق بإطلاق سراح 33 مختطفا ما زالوا على قيد الحياة من هذه الفئات العمرية والاجتماعية، لكن “إسرائيل” اليوم مستعدة لإفراج حماس عن عدد أقل، وربما يرجع هذا إلى التقدير بأن بعض المختطفين من هذه الفئات لم يعودوا على قيد الحياة.
والسبت الماضي، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن “القاهرة تقدمت مؤخرا بمقترح يشمل هدنة لمدة 60 يوما، وتبادلا للأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد سبعة أيام من سريان الهدنة، ويسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بتواجد عسكري في غزة خلال هذه الفترة”.
وبحسب الصحيفة، فإن المقترح يتضمن إعادة فتح معبر رفح في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وأن تتولى السلطة الفلسطينية الإشراف على الجانب الفلسطيني من المعبر بمتابعة أوروبية، ضمن رقابة إسرائيلية، مع انسحاب حماس تماما من المعبر.
وسبق أن نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مصدر مطلع قوله، إن “إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار؛ من أجل استعادة الرهائن، وليس لإنهاء الحرب”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر، أن “رؤساء المؤسسة الأمنية وفريق التفاوض أوضحوا لنتنياهو أن الوقت قد حان لإبرام صفقة”.
كما أشار مصدر مقرب من الصحيفة إلى أن “ترامب هو الوحيد الذي يمكنه أن يفرض على إسرائيل وقف الحرب”، مؤكدا أن “هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة بشأن الرهائن قبل تنصيب ترامب”.
وفي ذات السياق، قال مسؤولون أمريكيون إن هناك انفتاحا أكبر على المناقشات من جانب المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز”، مضيفين أن وقف إطلاق النار في لبنان أتاح فرصا جديدة للدبلوماسية.
يذكر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عمد إلى عرقلة مفاوضات إبرام صفقة التبادل في غزة ووقف إطلاق النار، أكثر من مرة من بينها جهود الوساطة التي قادتها قطر أواخر آيار/مايو الماضي والتي استندت إلى مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، وحظي بموافقة حماس لكن نتنياهو عطله وأقدم على اجتياح رفح، فانهارت التهدئة.