كشفت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أن مكتب الميزانية في البيت الأبيض طلب من الوكالات الفيدرالية إعداد خطط لإجراء تسريح جماعي للموظفين خلال فترة إغلاق محتملة للحكومة.
تصعيد يتجاوز الإغلاق العادي
ويمثل هذا الإجراء تصعيداً كبيراً يتجاوز بروتوكولات الإغلاق العادية في السنوات الأخيرة، التي كانت تقضي بإعفاء الموظفين الحكوميين الذين يعتبرون غير أساسيين من العمل مؤقتاً في حالة انقطاع التمويل، على أن يعودوا إلى العمل عند استئناف التمويل، وعادةً ما يتم دفع رواتبهم المتأخرة، وفقاً للوكالة.
وقد جاء التهديد بإغلاق البرامج غير الممولة في مذكرة أرسلت في وقت متأخر من يوم الأربعاء من مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض إلى مكاتب الميزانية بالوكالات.
ولم يُعرف على الفور نطاق هذه التخفيضات المحتملة. وقد خرج مكتب الإدارة والميزانية عن الممارسة السابقة بعدم الإفصاح عن خطط الطوارئ للوكالات في حالة الإغلاق.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن المذكرة توجّه الوكالات إلى تحديد البرامج وبنود الإنفاق الأخرى التي من المقرر أن ينتهي تمويلها التقديري في 1 تشرين الأول/أكتوبر، ولا تتوفر لها مصادر تمويل بديلة. وتقول المذكرة: “لم يعد تنفيذ هذه البرامج مطلوباً قانوناً”.
وستقوم الوكالات بعد ذلك بصياغة خطط لإلغاء الوظائف بشكل دائم في المجالات التي لا تتماشى مع أولويات إدارة ترامب، وسيتم تفعيل هذه الخطط إذا لم يتخذ الكونغرس إجراءات لمواصلة التمويل قبل 1 أكتوبر.
في حالة الإغلاق النموذجي، يعد نحو 6 من كل 10 موظفين فيدراليين أساسيين ويستمرون في العمل. أما الباقون، فهم ما يُسمى بالموظفين الفيدراليين غير الأساسيين، الذين يُطلب منهم عدم العمل حتى استئناف التمويل. وقد يكون لإقالة عدد كبير من الموظفين الفيدراليين تأثير ملموس في النمو الاقتصادي.
“إيذاء كبير للولايات المتحدة”
وقال بوبي كوجان، وهو مسؤول سابق في مكتب إدارة الميزانية خلال إدارة بايدن، ويشغل حالياً منصب المدير الأول لسياسة الميزانية الفيدرالية في مركز التقدم الأميركي: “بغض النظر عن مسألة الشرعية، فإن هذا الإجراء سيكون بمنزلة إيذاء كبير للبلاد، إذ سيحرمها دون داعٍ من المواهب والخبرات. كما أنه إجراء ابتزازي. أعطونا ما نريده في معركة التمويل، وإلا سنضر بالبلاد”.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إن إدارة ترامب تنتهك بالفعل قوانين الإنفاق الفيدرالية خارج نطاق الإغلاق، وإن أحد الأشياء التي يناضل من أجلها الديمقراطيون هو صياغة نص مؤقت للحد من صلاحيات الرئيس في القيام بذلك.
وأكد جيفريز في اجتماع مع محرري ومراسلي “بلومبرغ” إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل اختلاق أسباب لممارسة سلطات طارئة غير موجودة، وقد فعل ذلك خارج سياق إغلاق الحكومة”.
وحذر جيفريز، في منشور في “X”، من أن الديمقراطيين “لن يخافوا” من التهديد بالفصل الجماعي.