google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

أنس عاكف: في روايتي عن “أبو شجاع” تختلف عن أية رواية

في روايتي عن أبو شـ.جـاع فأنها تختلف عن أي رواية أخرى 
فكل روايات الميدان في الحقيقة لست شاهداً عليها لأرويها 
لكنني أعرف أشياء أخرى  

فأبو شجــ.ـاع في العمر الذي يبدأ فيه تشكل الوعي السياسي والثقافي للشاب الطبيعي كان مطارداً يبيت ليله تحت السماء ويلتحف النجوم وسادة 
أي أنه حرم من أهم فترة في حياته، وفي المعتقل ولأن فكرة المعتقل فقدت بريقها السابق 
فالمعتقل الذي كان يُخرج المثقفين والادباء صار في الغالب مكان يستخدمه الإحتلال للتدجين 
بعد فصل الاقسام والتقسيم الجغرافي وغيره الكثير  
فصار قائداً دون أن يكون مفوهاً 
وأدرك النظرية في الميدان وليس من الكتاب 
يتكلم كما يتكلم أبناء المخيم وليس كأبناء النخب المخملية 
كان جيڤارا في الميدان لكنه لم يكن چيفارا الكتب 
ولهذا أصطدم نموذجه مع النخب والمثقفين واستخدم البعض هذا الأمر للهجوم عليه 
فقط لأنه لا يُجيد لغتهم ويجيد لغة الشارع ولغة الناس العادية 
فكان من الطبيعي أن تسمعه يقول لكابتن المنطقة الإسرائيـ.ـلي
حين يطالبه بتسليم نفسه ” أوعى الزتونة” العبارة التريند في ذلك الوقت 
حيث تَفَه أبو شجاع الكابتن بلغة الشارع وبلغة المخيم وبلغة جيله 
ولم يستخدم عبارات إيدلوجية أو دينية ليقول له أنه لن يخضع ويسلم نفسه 
هو قالها بلغته الخاصة، بلغة يفهمها كل ابناء جيله 
وكل رواد تطبيقات التواصل التي لها الدور الحقيقي بما يدور الآن علي الأرض  
لكن بعد كل هذا، فأن العلاقة ما بيني وبينه كانت دائماً وابداً علاقة السؤال والجواب 
كنتُ بالنسبة له شخص يكتب ويعجبه ما أكتب 
فبدأت علاقتنا بهو يسأل عن المعاني وأنا أجيب بما أعرفه 
أذكر مرة أني أستخدمت نصاً لفتحي الشقـ.اقي وقمت بإسقاط هذا النص على مروان البرغوثي 
حول دور القائد ومكانته وما هو منوط به 
فأتصل أبو شـ.جاع ليسألني عن كل كلمة في هذا المنشور 
ليتأكد أن ما فهمه صحيح 
ويشهد الله وأشهد أنه كان مدركاً لكل حرف لكل كلمة لكن بلغته الخاصة بعيداً عن اللغة المخملية التي نتكلم بها نحن المنفصلون عن الواقع
في النهاية استأذنني وطلب نشر المنشور على صفحته 
فأجبته أنت أولى مني بها فهذه كلمات الدكتور فتحي الشقـ.اقي 
فأجاباني بكل ثقة وهل هو يخص الجــ.هاد أم يخص كل فلســ.طين ؟ فأحرجني وسكتت ولم أدرك الإجابة ورأيت نفسي سمجاً بتلك الإجابة
ثم أذكر أنني من باب المبادرة بسبب اسئلته قررت أن أشاركه بشكل شخصي نصوصاً لغسان كنفاني 
كان يغيب بسبب الوضع الامني لفترات ثم يعود ويقرأ ويسأل 
لم يكن يتعامل بتجاهل مع الفكرة، بل كان يتعامل مع الاسئلة والمعاني في نهم 
مع أنه صار قائداً ورمزاً وله مُريدين ليس في فلســ.طين وحدها بل في كل مكان في هذا العالم 
إلا أنه كان يبحث دائماً عن الإجابات 
وأنا أدرك الان أنه وجد أجوبته، لكنه كان يقولها بلغة الناس البسيطة 
بلغة الشارع، بلغة المخيم 
” لو أموت ما بسلم حالي” لأنه بإختصار شديد وجد ما يبحث عنه دائماً 
ففي الوقت الذي كنا نحن فيه وما زلنا في دور التنظير كان هو يطبق النظرية على الأرض 
رافضاً كل عروض التسوية والإستسلام. 
 العرض الأخير الذي تلقاه لتسليم نفسه كان مغرياً جداً 
أن يسلم نفسه ويُعتقل لمدة ثلاث سنوات ونصف ثم يُبعد إلى جورجيا مع حصوله على جنسية هناك بشكل تدريجي ليبدأ حياة جديدة 
بكل تأكيد رفض العرض لكن تأكدوا أنه رفضه بلغته وبلغة الدم 
بدون خطب رنانة وبدون كلمات منمقة وبدون شيء من كل ما نعرفه نحن أصحاب الكلمات والخُطب والكتب 
لربما أستخدم أحدى ترنديات التيك التوك للرد 
لكن الرد الحقيقي كان بدمه المسكوب على أرض المخيم 
أو كما قال فتحي الشقــ.اقي 
“لن تصدقونني الا عندما ترون الدم على بطني”

*الصورة من أخر عيد ميلاد لابو شــ.ـجاع في المنشية في نور شمس/ لم يكن عيد ميلاد بالمعنى الذي نعرفه نحن 
في هذه الليلة شهد المخيم أروع ليالي التحدي 
كان عيد ميلاد بشكل مختلف تماماً عما نعرفه نحن

Leave A Reply

Your email address will not be published.