قابيل هو ابن النّبي آدم -عليه السّلام-، وقد تعددّت الرّوايات في اسمه، وقيل إنّه يسمّى بقاين أو قابن، ويُذكر أن قابيل كان من سكّان مدينة قينية التّابعة لمدينة دمشق، وهو الذي ورد ذكره في القرآن الكريم أنّه قتل أخاه هابيل، فقد قتله عند جبل قاسيون، ويرى ابن العباس وابن مسعود -رضيَ الله عنهما- أنّه قتله في غار ثور في مكّة، ورُوي أنّ مكان القتل في البصرة، وفي روايات أخرى أنّه في الهند،[١] وكان يبلغ قابيل من العمر خمساً وعشرين سنة حين أقدم على قتل أخيه.
هابيل بن آدم
هابيل هو الابن الآخر لنبيّ الله آدم -عليه السّلام-، وهو الذي قتله أخوه قابيل، ويُذكر أنّ هابيل كان يقيم في منطقة تُدعى سطرا، وهي تقع في دمشق، وكان هابيل صاحب ماشية ويعمل بها، وكان يبلغ من العمر حين قتله أخوه عشرين عاماً، وقد حزن آدم -عليه السّلام- على موته حزناً شديداً، فقد كان هبة الله -تعالى- له.
شيث بن آدم
وُلد لآدم -عليه السّلام- أبناء كُثر، وبعد قتل قابيل لأخيه هابيل بخمس سنوات، خلفه الله بولد صالح يُدعى شيث، وكان حينها لآدم -عليه السّلام- مئة وعشرين عاماً، وقد عمّر شيث تسعمئة واثنتي عشرة سنة، ويُذكر أنّه تمّيز عن باقي أولاد آدم -عليه السلام- بما يأتي:
كان شيث وصيّ أبيه، وتولّى عهده من بعده.
كان شيث يتّصف بكونه أجمل أولاد آدم -عليه السّلام- وأحسنهم خلقاً، وكان أكثرهم شبهاً لأبيه آدم، وكان يحبّه أكثر من أولاده الآخرين.
أنجب شيث نسل كثير وقد ولد البشر كلّهم، فالأنساب جميعها تنتهي إليه.
أنزل الله -تعالى- عليه خمسين صحيفة.
بنى الكعبة من الحجارة والطّين برفقة أبيه آدم -عليه السّلام- في المكان الذي نزل فيه آدم إلى الدّنيا.
كان شيث أوّل من اعتمر بالكعبة.
كان شيث أوّل من ابتدع الكتابة.
كان أوّل من غرس النّخلة بالأرض، وبذر البذرة، وقد كان موصوفاً بالحكمة.
قصة ابني آدم في القرآن
ورد ذكر أبناء آدم -عليه السّلام- في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وقد ورد لهم قصّتان في كتاب الله نذكرهما فيما يأتي:
قصة قتل قابيل أخيه هابيل
جاء في كتاب الله -تعالى- أنّ قابيل قتل أخاه هابيل، ورُوي أنّ السّبب يرجع في ذلك أنّه في بداية الخلق كتب الله عليهم أن يتزوّج كلّ منهم أخته التي لم تولد معه من بطن واحد، وقد كانت أخت قابيل أشدّ حُسناً من أخت هابيل، فأراد قابيل أن يتزوّجها هو بدلاً من أخيه، فاتّفقا على أن يقدّما قرباناً إلى الله -تعالى- وينظران ممّن يُقبل، فقرّب هابيل بدنة ويُقال غنماً، وقد كان يعمل بالمواشي كما أسلفنا، في حين قرّب قابيل لله -تعالى- حزمة من القمح.
فنزلت نار من السّماء فأكلت قُربان هابيل، ممّا يعني أن الله قبل قربانه، ولم يقبل بقربان قابيل، فغضب قابيل وأقبل على قتل أخيه حسداً وغيظاً عليه، وهذه القصة وردت في الكتب إلا أنها لم تثبت في القرآن ولا السنة، وجاء في القرآن قول الله -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، وكان أبوهما آدم -عليه السّلام- في مكّة، وقد أوصى قابيل على أبنائه قبل ذهابه، فلم يحفظ الأمانة.
قصة دفن قابيل أخيه هابيل بعد قتله
لمّا قتل قابيل أخاه تركه في العراء، ولكنّه خشيَ على جثّة أخيه من أن تنهشها الضّباع، فجعل يحمل أخيه على ظهره ويفكّر ما سيفعله به، فأرسل الله -تعالى- غرابين يقتتلان أمامه، فقتل أحدهما الآخر، فجعل الغُراب ينقر في الأرض ثمّ وارى الغراب في الأرض، ففهم قابيل أنّه وجب أن يواري جثّة أخيه تحت التّراب كما فعل الغراب، قال الله -تعالى-: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ).