google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

آخر ملك مسلم في الهند وثورة بنيران من دهن الخنزير!

حين علم بهادر شاه الثاني، أخر اباطرة مغول الهند بإعدام البريطانيين لابنيه وأحد أحفاده في عام 1858، قال: ” الحمد لله أن أحفاد تيمور يتقدمون دائما على آبائهم”.

هذا الحاكم المغولي الذي كان يسمى الشاه أو الباديشة واسمه أبو ظفر سراج الدين محمد أو بهادر شاه الثاني كان اعتلى عرش الإمبراطورية المغولية في عام 1837، وكان ناهز من العمر 62 عاما. في ذلك الوقت كانت بريطانيا تسيطر على مقاليد الدولة، وكان الشاه لا يتمتع بسلطة حقيقية، بل ويعيش على نفقة خصصتها له شركة الهند الشرقية. مع ذلك احتفظ البريطانيون بحكام الهند من المغول المسلمين كواجهة صورية لفترة من الوقت، وذلك لتحقيق أهدافهم بطريقة مثلى كما هي عادة الإنجليز في مستعمراتهم.  

في ذروة قوة الإمبراطورية المغولية عاش في الهند أكثر من 150 مليون شخص، وهو ما يمثل حينها خمس سكان العالم، وكانت حصة هذا البلد حوالي ربع الإنتاج العالمي، وكانت رائدة بشكل خاص في إنتاج المنسوجات.

معظم أرباح الهند وقتها كانت تذهب إلى خزانة المغول في منطقة أغرا الواقعة بولاية اتر برديش في الهند، فيما كانت الفضة الأوروبية قد تدفقت بين عامي ” 1586 – 1605 ” إلى الدولة المغولية بمعدل هائل قدر بثمانية عشر طنا في العام.

أحد القساوسة الشهيرين ويدعى أنطونيو مونتسيرات قال عن مغول الهند: “ليس لديهم مثيل في آسيا أو أوروبا، من حيث الحجم والسكان والثروة. مدنهم مليئة بالتجار الذين وصلوا من جميع أنحاء آسيا. لا يوجد فن أو حرفة لا تمارس هناك”.

تغيرت الأوضاع بعد وصول البريطانيين وسيطرتهم على شبه القارة الهندية. وقتها بلغ التململ من الإدارة الاستعمارية البريطانية مداه، حيث أبعد البريطانيون الأمراء الهنود من السلطة وانتزعوا منهم ممتلكاتهم ورفعوا الضرائب، وتصرفوا على هواهم من دون مراعاة للأوضاع الدينية القائمة.

الاستياء من البريطانيين ازداد بين صفوف الجيش الاستعماري البريطاني وكان مكونا من جنود مشاة “سيبوي” مجندين من السكان المحليين المسلمين والهندوس، وكان عددهم أكبر بعدة أضعاف من الجنود البريطانيين.

سلحت شركة الهند الشرقية التي كانت تدير المستعمرات البريطانية في المنطقة في عام 1850 بنادق جديدة كانت تعد للإطلاق من خلال قضم ورق تغليف خاص بالخرطوشة. المشكلة تمثلت في أن هذه الورقة كانت مدهونة بدهون البقر و”الخنازير”، ووضعها في الفم كان يعد خطيئة للمسلمين والهندوس على حد سواء.

تداخلت كل هذه العوامل واشتعلت أكبر ثورة ضد البريطانيين في الهند عام 1857. هذه الانتفاضة المسلحة عرفت باسم “انتفاضات سيبوي”. المنتفضون تمكنوا في مايو من نفس العام من السيطرة على دلهي. بهادر شاه الثاني وكان حينها شيخا طاعنا في السن وقد ناهز 82 عاما تزعم الثورة المسلحة، وقاد أبناؤه المتمردين.

قمع البريطانيون تلك الانتفاضة بوحشية وقاموا بالقبض على ولدين وحفيد للشاه بهادر وإعدامهم ثم قطعوا رؤوسهم وأرسلوها إلى الشاه وكان الحاكم التاسع عشر والأخير في الإمبراطورية المغولية الهندية. حاول النجاة بنفسه باللجوء إلى قبر سلفه، إلا أنه اضطر في النهاية إلى الاستسلام للبريطانيين مقابل ضمانات بسلامته الشخصية.

تلك الانتفاضة المسلحة أظهرت أن قادة وأمراء المغول يمثلون تهديدا للحكم الاستعماري البريطاني حتى وهم في تلك الأوضاع من العجز ولذلك تقرر التخلص منهم نهائيا وطردهم من البلاد. نفي الشاه إلى رانغون، الواقعة في ميانمار الحالية في 9 مارس 1858 ووضع هناك تحت رقابة صارمة وعزلة تامة عن العالم الخارجي.

تدهورت صحة الشاه العجوز بشكل حاد في عام 1862 وكان حينها قد ناهز من العمر 87 عاما، وتوفى في 7 نوفمبر من نفس العام. دفن آخر ملوك الإمبراطورية المغولية في اليوم التالي وفق التقاليد الإسلامية. تكتم البريطانيون على وفاة الشاه، وعلم الهنود بعد عدة أيام بالخبر. وهكذا طوي تاريخ الإمبراطورية المغولية في الهند.

Leave A Reply

Your email address will not be published.