ذكرت وسائل إعلام أن قرار البنتاغون تعليق إمدادات أوكرانيا من الأسلحة جاء مفاجأة للجميع بدءا من الكونغرس ووزارة الخارجية وانتهاء بالمسؤولين الأوكرانيين والحلفاء الأوروبيين.
وقد قارنت “الرادا” (البرلمان) الأوكرانية وقف إمدادات الأسلحة الأمريكية لكييف بالهجوم على أوكرانيا، حيث قال سكرتير لجنة الأمن القومي والدفاع في البرلمان الأوكراني رومان كوستينكو في مقابلة مع إذاعة NV: “بعد مجيء هذه الإدارة اقترحنا نحن بأنفسنا أن يستخرجوا معنا المعادن الأرضية، وصفق الجميع قائلين: سنفعل ذلك، وسيزودوننا بالأسلحة. والنتيجة أننا وقعنا جميع الاتفاقيات، لكنهم يقلصون إمداداتنا من الأسلحة. وهنا يمكننا تقييم جميع هذه الاتفاقيات بأن واقع الأمر هو أن الدولتين الضامنتين لمذكرة بودابست (روسيا والولايات المتحدة) هما اللتان تهاجمنا، إحداهما تنتزع أراضينا، والأخرى تنتزع معادننا”.
وتعليقا على وقف إمدادات بعض الأسلحة لأوكرانيا، نشرت “الإيكونوميست” مقالا يطرح أن أوكرانيا تواجه “عقابا قاسيا” لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يكره” زيلينسكي، لذلك لم يقدم أي التزامات جديدة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة منذ عودته للرئاسة يناير الماضي.
ووفقا لتقرير قناة CBS التلفزيونية، فإن دولا أخرى إلى جانب أوكرانيا فقدت أولويتها في تلقي المساعدات العسكرية الأمريكية، ولم تذكر القناة أسماء هذه الدول، أو مدة تعليق المساعدات العسكرية لكييف.
وقد بدأت دول “الناتو” الأوروبية الاستعداد للخفض المحتمل في عدد القوات الأمريكية، وفقا لما نقله Euractiv نقلا عن مصادر مطلعة، قالت: “بدأ حلفاء (الناتو) الأوروبيون اتخاذ استعدادات خاصة لكيفية الاستجابة للخفض المحتمل لعدد القوات الأمريكية في القارة الأوروبية”. وأشار الموقع إلى أن أوساط “الناتو” على قناعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقلص عدد القوات المتمركزة في أوروبا، والتي يبلغ عددها حاليا نحو 80 ألف فرد، ويعيد توجيهها إلى آسيا والشرق الأوسط، ويشير الموقع إلى أن الخفض سوف يكون ما بين 10-20 ألف فرد.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن دهشتها من قرار البنتاغون تعليق المساعدات العسكرية لكييف، وفقا لما نقلته “بوليتيكو” عن مصادر في الوزارة، في حين أبدى بعض ممثلي هيئة الأركان المشتركة الأمريكية معارضتهم للقرار. كذلك كانت “بلومبرغ” قد نقلت في وقت سابق أن المسؤولين الأوروبيين فوجئوا بقرار واشنطن.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تنسق قرارها مع وزارة الخارجية، ما فاجأ أعضاء الكونغرس ومسؤولي الخارجية وحلفاء أوروبيين رئيسيين.
وكانت صحيفة “بوليتيكو” قد ذكرت، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أوقفت نقل الصواريخ المضادة للطائرات وغيرها من الذخائر دقيقة التوجيه إلى كييف بسبب مخاوف من تناقص مخزوناتها، فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، تعليق العملية، مؤكدة أن البيت الأبيض، بقراره هذا، “يضع مصالح الولايات المتحدة في المقام الأول”.
وأشارت صحيفة “بيلد” الألمانية إلى أن أوكرانيا ستواجه أزمة في الأشهر المقبلة بسبب استنفاد ترساناتها. وأضافت أن القضية الأكثر حساسية بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية ستكون تعليق تسليم صواريخ “باتريوت” وصواريخ GMLRS، والتي بدونها ستكون راجمات صواريخ “هيمارس” فعليا عديمة الفائدة.
وكما أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف فإنه كلما قلت الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، كلما اقتربت نهاية العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.