تحيط بنيزك سقط في 7 نوفمبر عام 1492 في حقل قمح بالقرب من منطقة الألزاس بفرنسا، الكثير من المفارقات والأساطير. هذا النيزك تميز أيضا بأنه الأقدم المعروفة تفاصيل عنه بشكل جيد.
هذا الزائر من الفضاء أطلق عليه لاحقا اسم “نيزك أنسيشيم”، على اسم قرية بالقرب من الحقل الذي سقط فيه في منتصف نهار ذلك اليوم المشهود.
النيزك وكان عبارة عن كرة نارية متوهجة سقط على الأرض في زمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت كتلته تزن وقت السقوط 127 كيلو غراما، وقيل إنه مثلث الشكل.
حين اصطدم “نيزك أنسيشيم” بالأرض انقسم إلى عدة أجزاء ونتج عن الاصطدام تسوية الأرض تحته وترك أيضا أثرا ورائه يتمثل في حفرة بعمق متر واحد. قطعة من شظايا النيزك أرسلت حينها إلى الكاردينال بيكولوميني في روما.
في خريف ذلك العام راجت أحاديث عن أن العلامة السماوية هي بمثابة نبوءة عن مصائب بسبب اكتشاف كريستوفر كولومبوس الطريق إلى الهند. اتضح لاحقا أنه لم يكتشف الطريق إلى الهند بل قارة جديدة هي أمريكا.
علاوة على ذلك، ألقي باللوم على النيزك في غزو القوات الفرنسية لإيطاليا وانتشار وباء مرض الزهري، وكذلك انتخاب البابا ألكسندر السادس الذي لم يكن يحظى بشعبية.
نيزك أنسيشيم كان سقط بعد ثلاثة أشهر من انتخاب الإسباني رودريغو بورجيا لمقعد البابوية باسم ألكسندر السادس. لم يكن البابا الجديد يحظى بشعبية كبيرة بين الكرادلة، ومعظمهم من الإيطاليين، وأثار عدم ثقة كبيرة جدا بينهم.
المؤرخ والكاهن الإيطالي سيجيسموندو تيزيو، ربط جميع الأحداث التي عدها مصائب بما في ذلك انتخاب هذا البابا بسقوط النيزك. وكما هي العادة فسرت الأحداث بعد وقوعها، وعد النيزك الذي جاء بعدها علامة سماوية عنها على الرغم من “تأخرها”.
كان سقوط هذا النيزك حدثا هاما حتى أن الإمبراطور الروماني ماكسيميليان الأول زار موقع سقوطه. في البداية قرر أن يحتفظ لنفسه ببقايا النيزك، لكنه فضل ترك “الحجر السماوي” لسكان قرية إنسيشيم. قال لرعاياه في تلك المنطقة إن النيزك، وكانت أكبر شظاياه المتبقية تزن 52 كيلو غراما، معجزة إلهية، يجب أن تحفظ في الكنيسة المحلية.
تحليل التركيب الكيميائي وبنية النيزك، الذي تم إجراؤه في وقت لاحق، سمح بتصنيف نيزك أنسيشيم ضمن مجموعة من “الكوندريتات”، التي هي عبارة عن نيازك حجرية غير معدنية، وتحتوي على نسب من الحديد وأكسيد حديد قليلة، مع الكثير من السيليكات.
علاوة على ذلك، يحتوي هيكل الكوندريت على تشكيلات دائرية صغيرة تتكون من السيليكات تبدو مندمجة معا في تكوين واحد. الغالبية العظمى من النيازك التي سقطت على الأرض هي من نوع يسمى “الغضروفي”.
القطعة الأكبر من هذا النيزك والتي تزن 53 كيلو غراما لا تزال موجودة ويمكن رؤيتها في قاعة بهذه القرية التي تحولت إلى مدينة. تتولى بالعناية بها وحفظها منظمتا “إخوان القديس جورج” و” حراس نيزك أنسيشيم”.
سكت في عام 2022 ميداليات ذهبية في ذكرى سقوط هذا النيزك. على أحد الجوانب نقشت صورة لنيزك يهوي تحت شمس ساطعة إلى قرص الأرض. في الجانب الآخر صورة لمدينة أنسيشيم على خلفية للنظام الشمسي، علامة على مصدر النيزك.