حذر نادي الأسير الفلسطينيّ، من استمرار الاحتلال في تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة، وذلك في ضوء مصادقة الهيئة العامة (للكنيست) على تمديد سريان اللوائح التي تحرم معتقلي غزة من لقاء المحامي، لمدة أربعة شهور إضافية.
وقال نادي الأسير في بيان تسلمت قناة فلسطين اليوم نسخة عنه: إنّ الاحتلال بهذه الخطوة يهدف إلى تنفيذ المزيد من الجرائم بحق معتقلي غزة دون أي رقابة فعلية، واستخدام هذه اللوائح كغطاء على الجرائم المستمرة بحقّهم، حيث تشكّل جريمة الإخفاء القسري تعد من أخطر الجرائم الحاصلة اليوم بحق المعتقلين، والتي تأتي في إطار العدوان الشامل والإبادة الجماعية في غزة.
وأضاف نادي الأسير، إنّ كل يوم يمر على حرمان معتقلي غزة من لقاء المحامي، وإصرار الاحتلال على إخفاء المعطيات التي تتعلق بمصيرهم، وأماكن احتجازهم، وحالتهم الصحيّة، ستتصاعد الشهادات المروّعة والمرعبة التي يحملها معتقلو غزة الذين أفرج عنهم، والتي تتضمن شهادات عن عمليات تعذيب وتنكيل وتجويع وإذلال، واحتجاز في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، والتي طالت شبانًا، ونساء، وأطفالا وكبارا في السّن.
وأشار نادي الأسير، إلى أنّه وحتى اليوم ورغم النداءات التي وجهت للعديد من المؤسسات الدولية والمختصة، من جهات ذات الاختصاص بشأن الأسرى، من أجل الحصول على أي معلومات واضحة بشأن معتقلي غزة، إلا أنّ هذه النداءات لم تفض إلى أي نتائج، يمكن أن تطمئن عائلاتهم، مع التأكيد أننا نتحدث عن عدة فئات من معتقلي غزة، والتي طالت مقاومين، وعمالا، ومدنيين منهم نساء وأطفال. وكانت مؤسسات الأسرى، في عدة بيانات سابقة، قد أشارت إلى معطيات حملها المعتقلون الذين أفرج عنهم من سجن (عوفر)، كانوا محتجزين من أقسام قريبة من أقسام معتقلي غزة، والتي تعكس مستوى عال من عمليات التّعذيب يتعرض لها معتقلو غزة، هذا إلى جانب العديد من الشّهادات التي أدلى بها المعتقلون أمام وسائل الإعلام في غزة، عدا عن اعتراف الاحتلال بإعدام أحد المعتقلين وما كشف عنه إعلام الاحتلال عن استشهاد مجموعة من المعتقلين في معسكر (سديه تيمان) في بئر السبع، إضافة إلى استشهاد اثنين من عمال غزة تم الكشف عن هوية أحدهما.
من الجدير ذكره أنّ آخر معطى أفصحت أنه إدارة سجون الاحتلال هو وجود (661) معتقلًا من غزة في السّجون، تحت تصنيف ما يسميه الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين)، إلى جانب ما تمكّنت المؤسسات من الحصول عليه كأعداد الأسيرات المعتقلات من غزة والمحتجزات في سجن (الدامون) والذي بلغ عددهنّ حتى آخر معطى أكثر من (50) أسيرة، علما أنه تم الإفراج عن (8) أسيرات من غزة مؤخرًا.
وفي ضوء ذلك فإن نادي الأسير، يجدد دعوته إلى المنظمات الحقوقية الدولية بمختلف مستوياتها، ومراجعة جوهر دورها الذي لم تقم به على مدار فترة العدوان حيال الأسرى والمعتقلين، والتدخل العاجل والفوري لإتمام زيارات لهم والسعي للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير معتقلي غزة، ووضع حد لجريمة الإخفاء القسري.